البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

ترجمان الشيعة

صفحة 59 - الجزء 1

حرف التاء

٢٤ - ترجمان الشيعة

  هذا الاسم من أسمائه #، وألقابه، والترجمان بفتح التاء وضمّها: هو الذي يترجم الكلام أي ينقله من لغة إلى لغة أخرى، والجمع التراجم، والتاء والنون زائدتان، وكثر ذلك حتّى سمي العالم ترجمان؛ لما يفسره من آي القرآن ويبيته من سنّة النبي ÷.

  والأصل في تسمية أمير المؤمنين بالترجمان ظهوره في العلم على الصحابة الأعيان.

  وورد فيه عن النبي ÷ ما قد أسلفناه من فضله في العلم، واختصاصه بما لم يختصّ به غيره.

  ونذكر هاهنا زيادة، فمن ذلك ما رواه الفقيه محمّد بن يوسف الكنجي بإسناده يرفعه إلى الصنابحي، عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «أنا دار الحكمة وعلي بابها»، وفسرت الحكمة بالسنة؛ لقول الله تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}⁣[النساء: ١١٣].

  وقال ÷: «إنّ الله أنزل علىَّ الكتاب ومثله معه».

  أراد بالكتاب القرآن، ومثله معه ما علّمه الله تعالى من الحكمة وبيّن له من الأوامر والنواهي، والحلال والحرام.

  والحكمة هي السنّة، فلهذا قال ÷: «أنا دارُ الحكمة وعلي بابها»⁣(⁣١).

  و روى بإسناده عن ابن عبّاس، قال: بينما رسول الله ÷ جالس في جماعة من أصحابه إذا أقبل علي #، فلمّا بصر به رسول الله ÷، قال: «من أراد أن ينظر إلى أدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم صلى الله عليه في حلمه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب»⁣(⁣٢).


(١) كفاية الطالب، ص ١١٨ - ١١٩.

(٢) كفاية الطالب، ص ١٢٢ وكلمة «صلّى الله عليه» لم ترد.