البايع نفسه من الله
  يوم أحد، وقتل جعفر يوم مؤته، وأراد من لو شئت ذكرت اسمه مثل الذي أرادوا من الشهادة، ولكنّ آجالهم عجلت ومنيته أخّرت»(١).
  أشار بذلك إلى نفسه الشريفة.
  ومن كتاب البيان لجدّي المرتضى |، قال: وروينا عن السيّد علي بن محمّد بن علي بن سليمان بن القاسم بن إبراهيم الحسني في تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}[البقرة: ٢٠٧] قال: نزلت في علي بن أبي طالب #، حين نام على فراش رسول الله ÷(٢).
  قال: وفي الخبر «أن الله أوحى إلى جبرئيل وميكائيل قد واخيت بينكما، وأريد قبض روح أحدكما فاختارا، فكل واحدٍ منهما أحبّ الحياة»، فقال تعالى: «ما أنتما في مواساتكما، كمواساة علي لمحمّد ÷»(٣) الحديث بطوله، وسيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.
  قال | وروينا: أنّه لما نام على فراش النبي ÷ قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: «بخٍ بخٍ مَن مثلك يابن أبي طالب؟ يباهي الله بك الملائكة»(٤).
  و روى جماعة، أنّه لما انهزم النّاس يوم أحد وبقي علي يجاهد عن الدين، ويعين بنفسه رسول الله ÷، ويقاتل القوم حتّى فضّ جمعهم وانهزموا، فقال جبرئيل لرسول الله ÷: «إن هذا لهو المواساة»، فقال ÷: «يا جبرئيل أنّه منّي وأنا منه»، فقال: جبرئيل #: «وأنا منكما»(٥).
  وأمثال هذا ممّا يكثر عَدّه ولا يمكن في هذا الكتاب حصره، والمواطن كلّها شاهدة لأمير المؤمنين #، بأنّه قد بذل فيها نفسه، وتعرض للشهادة.
١٥ - البايع نفسه من الله
  هذا الاسم الشريف في معنى الذي قبله، ويؤيّده من القرآن قوله تعالى:
(١) نهج البلاغة، ص ٣٦٨، باب الكتاب: ٩.
(٢) تنبيه الغافلين، ص ٣٨.
(٣) كفاية الطالب، ص ٢٣٩.
(٤) تنبيه الغافلين، ص ٣٨.
(٥) تنبيه الغافلين، ص ٥٢؛ مجمع الزوائد، ٦/ ١١٤.