البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

البايع نفسه من الله

صفحة 49 - الجزء 1

  يوم أحد، وقتل جعفر يوم مؤته، وأراد من لو شئت ذكرت اسمه مثل الذي أرادوا من الشهادة، ولكنّ آجالهم عجلت ومنيته أخّرت»⁣(⁣١).

  أشار بذلك إلى نفسه الشريفة.

  ومن كتاب البيان لجدّي المرتضى |، قال: وروينا عن السيّد علي بن محمّد بن علي بن سليمان بن القاسم بن إبراهيم الحسني في تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}⁣[البقرة: ٢٠٧] قال: نزلت في علي بن أبي طالب #، حين نام على فراش رسول الله ÷(⁣٢).

  قال: وفي الخبر «أن الله أوحى إلى جبرئيل وميكائيل قد واخيت بينكما، وأريد قبض روح أحدكما فاختارا، فكل واحدٍ منهما أحبّ الحياة»، فقال تعالى: «ما أنتما في مواساتكما، كمواساة علي لمحمّد ÷»⁣(⁣٣) الحديث بطوله، وسيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.

  قال | وروينا: أنّه لما نام على فراش النبي ÷ قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: «بخٍ بخٍ مَن مثلك يابن أبي طالب؟ يباهي الله بك الملائكة»⁣(⁣٤).

  و روى جماعة، أنّه لما انهزم النّاس يوم أحد وبقي علي يجاهد عن الدين، ويعين بنفسه رسول الله ÷، ويقاتل القوم حتّى فضّ جمعهم وانهزموا، فقال جبرئيل لرسول الله ÷: «إن هذا لهو المواساة»، فقال ÷: «يا جبرئيل أنّه منّي وأنا منه»، فقال: جبرئيل #: «وأنا منكما»⁣(⁣٥).

  وأمثال هذا ممّا يكثر عَدّه ولا يمكن في هذا الكتاب حصره، والمواطن كلّها شاهدة لأمير المؤمنين #، بأنّه قد بذل فيها نفسه، وتعرض للشهادة.

١٥ - البايع نفسه من الله

  هذا الاسم الشريف في معنى الذي قبله، ويؤيّده من القرآن قوله تعالى:


(١) نهج البلاغة، ص ٣٦٨، باب الكتاب: ٩.

(٢) تنبيه الغافلين، ص ٣٨.

(٣) كفاية الطالب، ص ٢٣٩.

(٤) تنبيه الغافلين، ص ٣٨.

(٥) تنبيه الغافلين، ص ٥٢؛ مجمع الزوائد، ٦/ ١١٤.