البار
  قال أبو الخطاب: والبرهان في أصل اللغة: «الوضوح» يقال: هذا برهان هذا الأمر أي وضوحه، وهو مصدر كالعدوان.
  وقال ÷: «الصدقة برهان» اي حجة ودليل على صحة إيمان صاحبها لطيب نفسه بإخراجها.
  وقد ذكر أبو الخطاب من جملة أسماء النبي ÷ «برهان» وفسّره بما ذكرناه.
  وجعلناه من جملة أسماء أمير المؤمنين للعلاقة الرابطة فيما بينه وبين سيّد المرسلين ÷ من كونه # نفسه وأخاه، ووصيّه وخليفته على أمّته، ولاختصاصه بما لم يختص به أحد من قرابته، ولأن العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء $ حجج الله على عباده قال الله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[النساء: ١٦٥] فأزاح بهم العلل، وجعلهم حججه على عباده؛ وأمير المؤمنين وارث سيّد المرسلين، وقد قدمنا ذلك حيث قال النبي ÷ لعلي #: «أنت أخي ووارثي»، قال وما أرث منك؟. قال: «ما ورثته الأنبياء من قبلي»، قال وما هو؟، قال: «كتاب ربهم وسنة نبيهم»(١).
  وقد وصف أهلَ البيت $ عدوّهم عمرو بن العاص في ما يروى عنه من الشعر، بأنّهم حجج الله، قال في ذلك:
  وهم حجج الإله على البرايا ... بهم وبجدّهم لا يستراب(٢)
٢١ - البارع
٢٢ - البارّ
  قد تقدّم تفسيرهما لأن المرجع بالبراعة إلى البلاغة، والمرجع بالبارُ إلى البرّ، وقد فسّرنا ذلك بما سلف من الكلام(٣) فلا فائدة في الإعادة.
  وفي أسماء الله تعالى «البارّ» لكثرة برّه بعباده.
(١) فضائل الصحابة لابن حنبل، ٢/ ٦٣٨: ١٠٨٥ و ٢/ ٦٦٦: ١١٣٧؛ المعجم الكبير. ٥/ ٢٢١: ٥١٤٦: وتاريخ دمشق. ٥٣/ ٤٢: ٨٣٨٧: المناقب للخوارزمي، ١٥٢: ١٧٨.
(٢) مناقب شهر آشوب، ٣/ ٣٩٨: نفحات الأزهار، ٤/ ٢٠٢: الغدير، ٤/ ٢٧: الصراط المستقيم، ١/ ٣١٠؛ والشعر للناشيء الصغير وليس لعمرو بن العاص.
(٣) انظر «البرّ» رقم ١٦.