البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

البار

صفحة 56 - الجزء 1

  قال أبو الخطاب: والبرهان في أصل اللغة: «الوضوح» يقال: هذا برهان هذا الأمر أي وضوحه، وهو مصدر كالعدوان.

  وقال ÷: «الصدقة برهان» اي حجة ودليل على صحة إيمان صاحبها لطيب نفسه بإخراجها.

  وقد ذكر أبو الخطاب من جملة أسماء النبي ÷ «برهان» وفسّره بما ذكرناه.

  وجعلناه من جملة أسماء أمير المؤمنين للعلاقة الرابطة فيما بينه وبين سيّد المرسلين ÷ من كونه # نفسه وأخاه، ووصيّه وخليفته على أمّته، ولاختصاصه بما لم يختص به أحد من قرابته، ولأن العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء $ حجج الله على عباده قال الله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}⁣[النساء: ١٦٥] فأزاح بهم العلل، وجعلهم حججه على عباده؛ وأمير المؤمنين وارث سيّد المرسلين، وقد قدمنا ذلك حيث قال النبي ÷ لعلي #: «أنت أخي ووارثي»، قال وما أرث منك؟. قال: «ما ورثته الأنبياء من قبلي»، قال وما هو؟، قال: «كتاب ربهم وسنة نبيهم»⁣(⁣١).

  وقد وصف أهلَ البيت $ عدوّهم عمرو بن العاص في ما يروى عنه من الشعر، بأنّهم حجج الله، قال في ذلك:

  وهم حجج الإله على البرايا ... بهم وبجدّهم لا يستراب⁣(⁣٢)

٢١ - البارع

٢٢ - البارّ

  قد تقدّم تفسيرهما لأن المرجع بالبراعة إلى البلاغة، والمرجع بالبارُ إلى البرّ، وقد فسّرنا ذلك بما سلف من الكلام⁣(⁣٣) فلا فائدة في الإعادة.

  وفي أسماء الله تعالى «البارّ» لكثرة برّه بعباده.


(١) فضائل الصحابة لابن حنبل، ٢/ ٦٣٨: ١٠٨٥ و ٢/ ٦٦٦: ١١٣٧؛ المعجم الكبير. ٥/ ٢٢١: ٥١٤٦: وتاريخ دمشق. ٥٣/ ٤٢: ٨٣٨٧: المناقب للخوارزمي، ١٥٢: ١٧٨.

(٢) مناقب شهر آشوب، ٣/ ٣٩٨: نفحات الأزهار، ٤/ ٢٠٢: الغدير، ٤/ ٢٧: الصراط المستقيم، ١/ ٣١٠؛ والشعر للناشيء الصغير وليس لعمرو بن العاص.

(٣) انظر «البرّ» رقم ١٦.