البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الجريء على حرب أعداء الله

صفحة 91 - الجزء 1

  ومتى كنت تعرّفنا فضل مدينة نبيّنا، وبركة الحرمين، كما قال له في ذلك الكتاب: «و ما أنت والفاضل والمفضول، والسائس والمسوس، وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين الأولين وترتيب طبقاتهم وترتيب درجاتهم»⁣(⁣١).

  هذا هو الجواب الشافي لمثله، كما قال له في جواب آخر: «ومتي كنتم يا معاوية ساسة الرعيّة والحكّام على هذه الأمّة؟»⁣(⁣٢).

  هذا الجواب على معاوية يعجبني، لا الجواب الذي ذكره ابن أبي الحديد؛ لأنّه جواب فيه نوع من التعظيم.

٥٢ - الجريء على حرب أعداء الله

  هذا الاسم مأخوذ من قوله #: «أمّا بعد أيّها النّاس فأنا فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري بعد أن ماج غَيْهَبُها، واشتدّ كلمها، فاسألوني قبل أن تفقدوني، فوالّذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين السّاعة ولا عن فئةٍ تهدي مائة، وتضلّ مائة إلّا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها ومحطّ رحالها، ومن يُقتل من أهلها قتلاً، ومن يموت منهم موتاً، ولئن فقد تموني ونزلت كرائه الأمور وحوادث الخطوب لأطرق كثير من السائلين، وفشل كثير من المسؤولين»⁣(⁣٣) إلى آخر كلامه # في هذا الفصل.

  القصد الإشارة إلى أنّه لم يكن ليجترئ على حرب أهل القبلة أحد سواه #؛ لما أعطاه الله من الحكمة وخصّه به من علم الكتاب والسنّة.


(١) نهج البلاغة، ص ٣٨٦، كتاب ٢٨.

(٢) نفس المصدر، ص ٣٧٠، كتاب ١٠.

(٣) نفس المصدر، ص ١٣٧، خطبة ٩٣.