كميش الإزار في طاعة الملك الجبار
  و روى بإسناده عن أبي إسحاق قال: إنّ عليّاً # كان يصلّي بعد المغرب إلى العشاء الآخرة عشرين ركعة ويسمّيها صلاة الأوّابين(١).
  وسيأتي لهذا مزيد بيان في شرح «العابد» إن شاء الله تعالى.
١٠٣ - كميش الإزار في طاعة الملك الجبّار
  هذا الاسم جامع لأحواله # كلّها، والكميش السريع الماضي، وقد كمش بالضم كماشة فهو كمش به وكميش، والمعنى وصفه بالسرعة في طاعة الله تعالى.
  وكان كذلك لم يسبقه أحد إلى طاعة الله:
  أولاً: بالإسلام والتصديق بنبوّة محمد عليه أفضل الصّلاة والسلام.
  وثانياً: بالجدّ والاجتهاد في مواطن الجهاد.
  وثالثاً: في العمل بقول رسول الله ÷ عموماً وخصوصاً، ما لو ذكرناه لطال به الكلام، وهو الذي اختصّ بآية المناجاة، وكان يقول: «في القرآن آية لم يعمل بها أحد غيري» ليس ذلك إلّا أنّه كان سريع الإجابة والطاعة، ولما نزل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}[المجادلة: ١٢] قال #: «لما نزلت دعاني رسول الله ÷ فقال: ما تقول في دينار؟ قلت: لا يطيقونه، قال: كم؟ قلت: حبّة أو شعيرة، قال: إنّك لزهيد»(٢).
  قيل في قوله: «لزهيد» أي قليل المال من الدنيا فقدرت على حسب ذلك، فلمّا رأوا ذلك اشتدّ عليهم فارتدعوا وكفّوا، أمّا الفقير فلعسرته، وأمّا الغني فلشحّه، وقيل: كان ذلك عشر ليالٍ ثمّ نسخ، وقيل: ما كان إلّا ساعة من نهار.
  وعن أمير المؤمنين #: «إنّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، كان لي دينار فصرفته، فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم»(٣).
  قال الكلبي: تصدّق به في عشر كلمات سألهنّ رسول الله ÷.
(١) كفاية الطالب. ص ٤٠٠.
(٢) كفاية الطالب، ص ١٣٦.
(٣) المناقب للخوارزمي، ص ١٩٦.