البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

كاسر الأصنام

صفحة 131 - الجزء 1

حرف الكاف

٩٧ - كاسر الأصنام

  هذا الاسم مشتق له من فعله، لأنّه # الذي أمره النبي ÷ بكسر «هبل» صنم قريش، وكان فوق الكعبة، وروى الحافظ في الكفاية عن أمير المؤمنين # قال: «انطلق بي رسول الله إلى الكعبة فقال: «أجلس»، فجلست إلى جانب الكعبة، فصعد رسول الله ÷ منكبي، ثمّ قال: «انهض» فلما رأى ضعفي تحته، قال لي: «اجلس». فجلست ونزل فقال لي: «يا علي اصعد على منكبي»! فصعدت على منكبه ثمّ نهض بي رسول الله ÷، فلمّا نهض بي خُيّل لي لو شئت ثلت أفق السماء، فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول الله ÷ فقال لي: «ألق صنمهم الأكبر صنم قريش»، وكان من نحاس موتداً إلى الأرض أوتاداً من حديد، فقال لي ÷: «عالجه» ورسول الله ÷ يقول لي: «ايه ايه {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ٨١}⁣[الإسراء]، فلم أزل أُعالجه حتّى استمكنت منه فقال لي: «اقذفه» فقذفنه فتكسر، ونزوت من فوق الكعبة، وانطلقت أنا والنبي ÷»⁣(⁣١).

  و روى ابن أبي الحديد في قوّته # وأيده وما أعطاه الله من ذلك وخصّه به دون غيره. قال: وأمّا القوّة والأيد فبه يضرب المثل فيهما قال: ابن قتيبة في «المعارف»: وما صارع أحداً قط إلّا صرعه⁣(⁣٢).

  وهو الذي قلع باب خيبر، واجتمع عليه عصبة من النّاس ليقلّوه فلم يقلّوه⁣(⁣٣).

  وهو الذي اقتلع «هبل» من على الكعبة، وكان عظيماً جداً، وألقاه إلى الأرض.


(١) كفاية الطالب، ص ٢٥٧.

(٢) المعارف لابن قتيبة، ص ٩١.

(٣) في الشرح: ليقلبوه فلم يقلبوه.