المقدمة
المقدّمة
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله الأئمة الطاهرين، واللعن على أعدائهم إلى قيام يوم الدين، آمين ربّ العالمين.
  وبعد: فإنّ مقولة الحبّ من الضرورات البشريّة، ولا تحتاج إلى مزيد بيان، وإنّما الاختلاف في مصاديق الحبّ الذي لابد منه. على من يتحقق؟ وكيف يتحقق؟ فكلٌ يطبقه على مذاقه وفطرته وتربيته، حيث أنّ الحبّ يجعل المحبّ مطيعاً ومنقاداً للمحبوب.
  هذا وقد أرشدنا الله في كتابه الكريم إلى هذا الحبّ ومصداقه حيث قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: ٣١]، فحب الله تعالى أوّلاً هو الحبُّ للرسول ÷ أيضاً، ويلزمه الاتّباع ثانياً.
  ولذا قيل: «إن المحب لمن أحب مطيع».
  وهكذا الحب لرسول الله ÷ هو الحب لأهل بيته كما ورد في القرآن العزيز: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣].
  فالمحبّة والمودّة لأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس في آية التطهير(١) هو المقصود والمطلوب من الحبّ الله والرسول على كلّ مسلم مؤمن.
  ولهذا الكتاب الذي نقدّمه محقّقاً دورٌ في معرفة سيّد أهل البيت الإمام أمير المؤمنين على # حيث وصف بأوصاف عديدة، وسمّي بأسماء كثيرة، وهذا الكتاب يتكفّل لشرح تلك الأسماء والصفات المشتقّة من أصل قرآني، أو نصّ نبوي.
  والمراجع لهذا الكتاب يتحقّق عنده الشخص الذي يجب أن يحبّه امتثالاً للحقيقة التي شرحناها وهم العترة النبويّة الطاهرة، وسيّدهم أمير المؤمنين علي #.
(١) {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب].