البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

مكلم الشمس

صفحة 157 - الجزء 1

  قال: بأبي وأُمّي يا رسول الله ما وجبت؟ قال: «وجبت له الجنّة، والله ما خلعه من يده حتّى خلعه من كلّ ذنب وخطيئة».

  قال: فما خرج أحد من المسجد حتّى نزل جبرئيل # بقوله ø: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة].

  وأنشأ حسان بن ثابت يقول:

  أبا حسن تفديك نفسي ومُهجتي ... وكلُّ بطيء في الهدى ومسارعِ

  أيذهبُ مدحي والمحبر ضائعاً ... وما المدحُ في ذات الإله بضايعِ

  فَأنت الذي أعطيتَ إذ أنت راكعٌ ... فدتك نفوسُ القوم يا خيرَ راكعِ

  فأنزل فيك اللهُ خير ولاية ... فأثبتها في محكمات الشرائعِ⁣(⁣١)

  وقد ذكر هذه الآية جدّي | في كتاب البيان وأوضحها بغاية البيان فاختصرنا ذلك لظهور الأمر فيه، والحمد الله.

١٢٢ - مكلّم الشمس

  هذا يكون من أسمائه، والأصل فيه ما رواه إسحاق بن يوسف في كتابه «تفريج الكروب» أنّ

  رسول الله ÷ أمر عليّاً أن يكلّم الشمس فكلّمها وكلّمته⁣(⁣٢).


(١) كفاية الطالب، ص ٢٢٩.

(٢) ينابيع المودة، ص ١٤٠.

أقول: قال السيّد عبد السلام الوجيه: إنّ إسحاق بن يوسف (المولود سنة ١١١١، المتوفّي عام ١١٧٢ هـ متأخّر

عن المؤلّف فلا يصحّ الرواية عنه، ولعلّه من استدراك أولاد المؤلّف.

وعن المناقب للخوارزمي بسند صحيح عال عن الأئمة $ عن المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # عن المصطفى محمّد الأمين سيّد الأوّلين والآخرين صلى عليهم أجمعين، أنّه قال لعلي بن أبي طالب: «يا أبا الحسن كلّم الشمس فإنّها تكلّمك».

قال علي #: «السَّلام عليك يا أيّتها العبدة الصالحة المطيعة لله». فقالت الشمس: «وعليك السَّلام يا أمير المؤمنين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجلين، يا علي أنت وشيعتك في الجنّة، يا علي أوّل من تنشق عنه الأرض محمّد ÷ ثمّ أنت، وأوّل من يُحيى محمّد ثمّ أنت، وأوّل من يكسى محمّد ÷ ثمّ أنت».

قال: فانكبّ ساجداً وعيناه تذرفان بالدموع فانكبّ عليه النبي ÷ وقال: «يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهي الله بك أهل سبع سماوات»، المناقب للخوارزمي، ص ٦٣.