[خاتمة الكتاب]
[خاتمة الكتاب]
  وهذا حين انتهينا من شرح هذه الأسماء العلوية في أوقات متشعبة، وفكرة غير سوية، اجتمع مع المدة القصيرة خور الفطنة، وعمه البصيرة، واتفق مع العجلة والسرعة عدم الآلة وركّة الصنيعة، لأنّ التصدي لمثل هذه الأشياء يفتقر إلى طول مدّة واستكمال عدّة، فمن رامها وهو في هذين الأمرين أعزل، كان مزلة أزل ومشية أقزل، مع فِكَرٍ دنيوية، وهموم تكدّر صافي الرويّة، وتلحق القلوب الصحيحة بالقلوب الدويّة؛ لأنّ القلب إذا كان من هموم الدنيا سليماً كان عمله قويماً، وسمته في العلم وسيماً، ونهجه في الفهم مستقيماً، وإذا كان معتلّاً سقيماً كان في النتاج عقيماً.
  وكان ابتداء هذا التأليف المبارك يوم السبت رابع شهر شوّال، ونجازه بعد الظهر من يوم الإثنين، وهو يوم عشرين من الشهر المذكور، فجملة الأيّام في تأليفه ستّة عشر يوماً، فجدير به أن يكون قاصراً غير حاصر، ومحتاجاً في الزيادة عليه إلى ناصر، إذ كانت أسماء أمير المؤمنين # مستمدة من كتاب الله، ومستنده إلى حديث رسول الله.
  ومن جرّد ما وجد في القرآن والسنة من أسمائه وشرحه بما يستحقه من إظهار كواكب فضله في بروج سمائه، كان كتابه بهذا القدر جليلاً، ووجهه لما يسفر به من المحاسن وجهاً جميلاً.
  كيف من تعدي هذا إلى الاشتقاق من أفعاله والاستنباط من أوصاف أحواله؟ فإنّ كتابه يكون روضةً وغديراً وجنةً وحريراً.
  ولو تنفّست لي المهلة في شرح الأسماء العلوية، وتمكنت من مدة أستوفي فيها المادة القوية، لفرغ هذا الكتاب لفوائد العلم جامعاً، ولنواصب أهل البيت $ قامعاً.
  وأرجو أن أستدرك ما فات، وألحقه في الأسماء والصفات إن شاء الله تعالى.
  والحمد لله حمداً جزيلاً بكرةً وأصيلاً على ما وهب لنا من محبة أمير المؤمنين وخاتم الوصيّين.