البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

دسارالحق

صفحة 114 - الجزء 1

٨١ - دسارالحقّ

  الدسار واحد الدسور، وهي خيوط تشدّ بها ألواح السفينة، ويقال: هي المسامير، قال الله تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ١٣}⁣[القمر] وقال أمير المؤمنين # في صفة خلق السماء: «بغير عمدٍ يدعمها ولا دسار ينتظمها»⁣(⁣١).

  وسميناه «دسار الحقّ» لإقامته أساسه ورعايته أُناسَه، وفيه تشبيه به للحق بالسفينة. وإشارة إلى قوله #: «أهل بيتي كسفينة نوح»⁣(⁣٢) لأنّ أكثر ما يستعمل الدسر والدسار في السفينة، فأشرنا إلى أنّه # بمنزلة الدسار منها وهو تلميح حسن وتشبيه مستحسن.

٨٢ - درّي الهداية

  الكوكب الدرّي في اللغة الياقوت المضيء⁣(⁣٣) نسب إلى الدرّ لبياضه، وقد تكسر الدال فيقال فيه دِرّي، وإنّما سميناه «درّي الهداية» لما كان يستضاء به من علمه، ويُقتبس من نوره وفهمه، وكان بمنزلة الكوكب الدرّي في الهداية.

  وقد يشبه العالِمُ بالنور لما له من الدراية.

  ولو قلنا «درّي الدراية» لكان فيه تجنيس ومشاكله بين الدرّي والدراية، وقد قدمنا طرفاً من الدليل على علمه # وسيأتي له مزيد بيان إن شاء الله تعالى.

٨٣ - دائم الفكرة

  هذا الاسم مأخوذ له، من قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ١٩٠ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ١٩١}⁣[آل عمران]

  في الحديث عن عائشة: أنّ رسول جعل يبكي، ثم رفع يديه فجعل يبكي حتّى رأيت


(١) نهج البلاغة، ص ٤١، الخطبة ١.

(٢) تنبيه الغافلين، ص ٧٧ و ١٩٥.

(٣) أساس البلاغة للزمخشري، ص ١٨٥.