خليل الرسالة
  فآمن به وصدّقه، ولم يسبقه أحد إلى الإسلام والإيمان إلّا خديجة فهو خدين النبوّة، وخليل الرسالة.
٧٠ - خليل الرسالة
  الكلام في هذا الاسم كالكلام في الذي قبله، وقد فرق أهل العلم بين الخليل والحبيب، وهم علماء الإشارة، وقالوا جميعاً: ينفصل مقام المحبّة عن الخلة، فمن ذلك قولهم: الخليل يصل بالواسطة، قال الله العظيم: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الأنعام: ٧٥].
  والحبيب يصل إلى حبيبه به، قال الله تعالى في محمّد ÷: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ٩}[النجم].
  والخليل الذي يكون مغفرته في حدّ الطمع قال الله تعالى في حقّ إبراهيم #: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ٨٢}[الشعراء] والحبيب الذي يكون مغفرته في حد اليقين قال الله تعالى في محمّد ÷: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح: ٢] إلى غير ذلك من الفروق التي يلمح لها أهل علم الإشارة ذكرها أبو الخطاب في كتابه «المستوفى في شرح أسماء سيّدنا محمّد المصطفى»، وأمّا في حقّ على # فالخليل بمعنى الخَدين والخدين بمعني الخليل.
  وقد تقدّم في أسمائه # حبيب رسول الله ÷ وفسرناه بما تقدم.
  والخلّة مشتقة من تخلّل القلب، فصارت خلاله أي في باطنه؛ ذكره في النهاية(١).
٧٣ - الخاشع
٧٢ - الخاضع
٧١ - الخائف
  كلّها من أسمائه #، وهي ظاهرة، فإنّ خشوعه، وخضوعه، وخوفه من الله معروفة، وقد تقدّم من تفسيرها بما أسلفناه من شدّة خوفه من الله وبكائه من خشية الله.
(١) النهاية لابن الأثير، ٢/ ٧٣.