قسورة
  وبإسناده عن مخنف بن سليم قال: أتيت أبا أيوب الأنصاري وهو يعلف خيلاً له، قال: فَقِلْنا عنده، فقلت له: أبا أيوب، قاتلت المشركين مع رسول الله، ثمّ جئت تقاتل المسلمين!
  قال: إنّ رسول الله ÷ أمرني بقتال ثلاثة: الناكثين والقاسطين والمارقين، فقد قاتلت الناكثين والقاسطين، وأنا مقاتل إن شاء الله المارقين بالسعفات بالطرقات بالنهروان، وما أدري أين هو؟(١)
  قلت: إنّما كان قتال أبي أيّوب مع أمير المؤمنين # وذكر قتاله الناكثين يوم الجمل، وقتاله القاسطين يوم صفّين، وذكر المارقين على الوصف الّذي وصفه في الموضع الذي نعته قبل أن يقاتل علي # أصحاب النهروان، وهم الخوارج الّذين مرقوا عن الدين ونزعوا أيديهم من الطاعة، وفارقوا الجماعة، واستباحوا دماء أهل الإسلام وأموالهم، وخرجوا على إمامهم حتّى قاتلوهم، وقالوا: «لا حكم إلّا لله»، وفارقوا الجماعة بذلك(٢).
  [وفي حرف القاف:
٢٣٣ - قسورة
  قال المصنّف | في المستدرك من كتابه: الأصل في ذلك ما رواه البستي في كتاب «المناقب» أنّ رسول الله ÷ كان إذا خرج من داره في مكّة قبل الهجرة تبعه أحداث المشركين يرمونه بالحجارة حتّى أدموا عقبيه، وكان علي # يحمل عليهم فينهزمون بين يديه كانهزام الحمر الوحشية عن الأسد، حتّى أنزل الله تعالى فيه وفيهم هذه الآية: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ٥٠ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ٥١}[المدثر]، يعني الأسد(٣)].
(١) كفاية الطالب، ص ١٦٩: وانظر كنز العمّال، ٥/ ٩٦.
(٢) كفاية الطالب، ص ١٦٩ و ١٧٠.
(٣) كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين على بن أبي طالب ~، ص ٣٥.