الثالم للكفر
  بإسناده عن زيد بن علي عن آبائه عن علي # قال: «كان لي عشر من رسول الله ÷: ما أحبّ أنّ لي بإحداهنّ ما طلعت عليه الشمس، قال لي: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلائق منّي في الموقف يوم القيامة، ومنزلك مراجه منزلي في الجنّة، كما يتواجه منازل الأخوين في الله، وأنت الوليّ، وأنت الوصيّ، وأنت الوزير، والخليفة في الأهل والمال والمسلمين في كلّ غيبة، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة، ووليك وليسي ووليّي وليّ الله، وعدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ الله»(١).
  وروى صاحب كتاب الكفاية بإسناده يرفعه إلى عبدالله بن أبي أوفى، قال: خرج رسول الله ÷، ذات يوم على أصحابه أجمع ما كانوا، فقال: «يا أصحابي لقد أراني الله منازلكم في الجنّة من منزلي».
  قال: ثمّ إنّ رسول الله ÷ أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: «يا علي أما ترضى أن يكون منزلك في الجنّة مقابل منزلي، قال: بلى بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، قال: فإنّ منزلك في الجنّة مقابل منزلي»(٢).
٣٩ - الثالم للكفر
  هذا الاسم مشتق له # من أفعاله، فإنّه ثلم الكفر بفيصاله، وأقلع جرثومته ببساله، وليس لأحد من الصحابة ما له كرّم الله وجهه من الجهاد، ما لاقى أحد منهم ما لاقاه من القراع والجلاد، وهو القائل في بعض كلامه #: «أنا وضعت بكلا كل العرب، وكسرت نواجم ربيعة ومضر»(٣).
  قال ابن أبي الحديد: وأمّا الجهاد في سبيل الله، فمعلوم عند صديقه وعدوّه أنّه سيّد المجاهدين في سبيل الله. وهل الجهاد لأحد من الناس إلّا له!.
  قال: وقد عرفت أنّ أعظم غزاة غزاها رسول الله صلوات الرحمان عليه وأشدّها نكاية
(١) تنبيه الغافلين، ص ٥٤ - ٥٦.
(٢) كفاية الطالب، ص ٢٢٨.
(٣) نهج البلاغة، ص ٣٠٠، الخطبة ١٩٢.