البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الظمآن إلى إخوانه في الله

صفحة 232 - الجزء 1

  وقال #: «أما قولكم أكلّ ذلك كراهية الموت؟ فوالله ما أبالي دخلت على الموت أو خرج الموت إلَيَّ»⁣(⁣١).

  وقال # وقد ذكر الموت: «ما كنت إلّا كقارب ورد أو طالب وجد»⁣(⁣٢).

  وقال # لرسول الله ÷ وقد قال له: «الشهادة من ورائك، فكيف صبرك إذاً؟»، فقال: «ذلك من مواطن البشري والشكر، وليس من مواطن الصبر»⁣(⁣٣)، وما سمع كلام أحسن من هذا في معناه.

٢٠٧ - الظمآن إلى إخوانه في الله

  هذا الاسم مأخوذ له # من كلامه في نهج البلاغة قال #: «أين القوم الّذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، وقرأوا القرآن فأحكموه، وهيجوا إلى الجهاد فولهوا وُلُؤهَ اللقاح أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها، وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً، وصفاً صفاً، بعض هلك وبعض نجا، لا يُبشّرون بالأحياء ولا يعزون عن القتلى، مُرْهُ العيون من البكاء، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، صفر الألوان من السهر، على وجوههم غبرة الخاشعين، أولئك إخواني الذاهبون، فحقّ لنا أن نظمأ إليهم، ونعضّ الأيدي على فراقهم»⁣(⁣٤).

  فصرّح # بـ «الظمأ إلى لقائهم» ومن ذلك سمّيناه بهذا الاسم.

٢٠٨ - ظلّ الله في أرضه

  هذا الاسم مأخوذ من الحديث: «السلطان ظلّ الله في أرضه» وكان # للمسلمين ظلاً ظليلاً وعلى الكافرين عذاباً وبيلاً.

  قال ابن الأثير في تفسير: «السلطان ظلّ الله في الأرض» لأنّه يدفع الأذى عن النّاس كما يدفع الظلّ حرّ الشمس⁣(⁣٥).


(١) نهج البلاغة، ص ٩١، الخطبة ٥٥.

(٢) نفس المصدر، ص ٣٧٨، كتاب ٢٣.

(٣) نفس المصدر، ص ٢٢٠، الخطبة ١٥٦.

(٤) نفس المصدر، ص ١٧٧، الخطبة ١٢١.

(٥) النهاية لابن أثير، ٣/ ١٦٠.