درع الإسلام الحصينة
  فانظر إلى تفكره # في النجوم وقيامه في ساعات الليل لعبادة الحيّ القيّوم فكان # «دائم الفكرة» غزير الدمعة.
  ومن كلامه #: «لا زهد كالزهد في الحرام، ولا علم كالتفكّر، ولا عبادة كأداء الفرائض»(١).
٨٤ - درع الإسلام الحصينة
  هذا الاسم مأخوذ من صفته في حمايته الإسلام وهو محفوظ من قوله #: «أمّا بعد فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة»(٢).
  فلمّا كان الجهاد يعزّ به الدين، وينتصر به على الملحدين سمّاه درعه الحصينة، وجنّته الوثيقة.
  وأمير المؤمنين # لما عزّ به الإسلام وذلّ به الكفر والإجرام، سميناه «درع الإسلام الحصينة» وعروته الوثيقة.
  وروي صاحب كفاية الطالب: عن زيد بن علي # قال: كانت قريش في حلقة فتفاخروا وذكروا شيئاً من الشعر، فقالوا: يا أبا الحسن قل، فقال: قد قلتم: قالوا نعم وأنت أيضاً فقل، فقال:
  الله أكرمنا بنصر نبيّه ... وبنا أقام دعائم الإسلام
  وبا أعزّ نبيّه وكتابه ... وأعزّنا بالنصر والإقدام
  في كلّ معركة تطير سيوفنا ... فيها الجماجم عن فراخ الهام
  بيتاً بنى جبريلُ في أبياتنا ... بفرائض الإسلام والأحكام
  فنكون أوّل مستحلُ حلّه ... ومحرّم لله كلّ حرام
  نحن الخيار من البريّة كلّها ... ونظامها وزمام كلّ زمام
  الخائضو غمرات كلّ كريهة ... والضامنون حوادث الأيّام
  والمبرمون قوى الأمور بزعمهم ... والناقضون صرائر الإبرام
(١) نهج البلاغة، ص ٤٨٨. الحكمة ١١٣.
(٢) نفس المصدر، ص ٦٩، الخطبة ٢٧.