البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

داعم الشريعة النبوية

صفحة 117 - الجزء 1

  إنّا لنمنع من أردنا منعه ... ونجود بالمعروف والإنعام

  وترد غائلة الخميس سيوفنا ... ونقيم رأس الأصيد القمقام⁣(⁣١)

٨٥ - داعم الشريعة النبويّة

  الدعامة في اللغة عماد البيت، ودعمت الشيء دعماً، ويستى السيّد الدعامة⁣(⁣٢) وهذا الاسم مأخوذ من أفعاله # لما كانت كالعمد للإسلام، وكالدعائم لدين محمد عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام، صار كأنّه يدعم الدين، ويوثق شريعة سيّد المرسلين، فهو عمادها، ونظامها، وسنادها، وإمامها، وهو داعمها، وناظمها، وحاكمها، وعالمها.

  يؤيّد هذا ما رواه الإمام الحافظ صاحب كفاية الطالب بإسناده عن زيد بن علي عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالب # قال: قال رسول الله ÷ يوم فتحت خيبر: «لولا أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت اليوم فيك مقالاً، لا تمرّ على ملأٍ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب رجليك، وفضل طهورك ليستشفوا به، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك. ترثني وأرثك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت تؤدّي ديني، وتقاتل علي سنّتي، وأنت في الآخرة أقرب النّاس منّي، وأنا غداً على الحوض، وأنت أوّل داخل علىَّ الجّنة من أمّتي، وإنّ شيعتك على منابر من نور مسرورون مبيضة وجوههم حولي. أشفع لهم، فيكونون غداً في الجنّة جيراني وإنّ أعداءك غداً ظماء مسودة وجوههم، حربك حربي وسلمك سلمي، وسرّك سرّي وعلانيتك علانيتي، وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي، وإنّ ولدك ولدي، ولحمك لحمي، ودمك دمي، وإنّ الحقّ معك، والحقّ على لسانك، وفي قلبك، وبين عينيك، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وإنّ الله ø أمرني أن أبشرك أنّك وعترتك في الجنّة، وأنّ عدوّك في النّار لا يرد الحوض عليَّ مبغض لك، ولا يغيب عنه محبّ لك».


(١) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، ص ٢٠٠، الحدائق الورديّة، ص ٣٢ - ٣٣.

(٢) مختار الصحاح، ص ٢٠٥.