النجم الثاقب
  وقد أخذ هذا المعنى عمرو بن العاص(١) في الأبيات المنسوبة إليه في مدح أهل البيت $ ومنها:
  بآل محمّد عرف الصوابُ ... بهم وبجدّهم لا يُسترابُ
  هم النبأ العظيمُ وفلك نوحٍ ... وبابُ الله وانقطع الخطابُ
١٤٤ - النّجم الثاقب
  هذا الاسم مشتق له # من هدايته للأمّه بعد رسول الله ÷: فإنّ النّاس كانوا يرجعون إلى نور هدايته، ودراري درايته، فهو كالشمس ضياءً والقمر نوراً والنجم هدايةً، قال الله تعالى: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ١٦}[النحل].
  فأردنا الإشارة إلى هذه الآية حيث كان النّاس به يهتدون وإليه يرجعون وإيّاه يقصدون، وفي ذلك من الحكايات ما يطول إيراده ويكثر تعداده.
  وفي كلام محمّد بن الحنفيّة حين قالت له أهل الشام في بعض أيّام صفّين: هذا ابن أبي تراب، هذا ابن أبي تراب.
  فقال لهم محمّد الحنفيّة: اخسأوا ذريّة النار، وحشو النفاق عن الاسد الباسل، والنجم الثاقب، والقمر المنير، ويعسوب المؤمنين {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا}[النساء: ٤٧]، وتلعنوا كما لعن {أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ٤٧}[النساء](٢).
  فسماه «النجم الثاقب».
(١) في هامش النسخة: لم يكن لعمرو بن العاص، وإنّما قاله رجل من الشيعة ذكره صاحب كتاب نسمة السحر فيمن تشيع وشعر لبعض الشيعة وقال: انّه # نسبه إلى ابن العاص.
كتبه يحيى بن عبدالله.
أقول: تقدّم منّا أنّ الشعر للناشيء الصغير، راجع عنوان «البرهان» رقم ٢٠.
(٢) تاريخ دمشق، ٤٤٦/ ٣: دلائل النبوّة للبيهقي، ٢٩٦/ ١، تذكرة الخوّاص، ٢٩٦.