ذروة بني هاشم
  فإن قيل إنّه #: إنما ضرب ضربة واحدة فمن أين يكون مثل ذي القرنين؟!
  قلنا: قد يطلق الاسم في التشبيه على أحد أركاته فيكون أولى به من غيره.
٨٨ - ذامّ الدنيا
  هذا الاسم له # مأخوذ من كلامه في وصيّته لابنه الحسن # قال: «من الوالد الفان، المقر للزمان، المدير العمر، المستسلم للدّهر، الذامّ للدنيا»(١).
  فسمّى نفسه بهذا الاسم.
  قال ابن أبي الحديد في شرحه: قوله «الذامّ للدنيا» هذا وصف لم يستحدثه عند الكبر. بل لم يزل عليه، ولكن يجوز أن يزيد ذمّه لها، لأنّ الشيخ تنتقص قواه التي يستعين بها على الدنيا والدين جميعاً، لا يزال يتافف من الدنيا(٢).
  وأقول: التفسير الأوّل أصح من هذا فإنّه # لم يزل «ذاماً للدنيا» من صغره إلى كبره، وهو القائل في الدنيا: «والله لو كنت شخصاً مرئياً وقالباً حسّيّاً لأقمت عليك حدود الله في عباده غررتيهم بالأماني، وأمم أتلفتيهم في المهاري، وملوك أسلمتيهم إلى التلف، وأوردتيهم موارد البلاء»(٣) إلى آخر كلامه في هذا المعنى.
  وكم له # من كلام في ذم الدنيا تأخذ بالأعناق ويضطر إلى عمل الآخرة فهو اسم موافق لمعناه ومطابق لمسمّاه.
٨٩ - ذروة بني هاشم
  ذروة الجبل أعلاه، والمراد هاهنا ذروة بني هاشم بعد رسول الله ÷ فأما رسول الله ÷ فهو «ذروة بني آدم وسيّد هذا العالم»، فالاستثناء في حكم المنطوق به، وإنّما سمّيناه «ذروة بني هاشم» لما أسلفناه من خصائصه وفضائله ومكارمه ومناقبه فهو # رأسهم ونبراسهم.
(١) نهج البلاغة، ص ٣٩١، باب الوصايا (٣١) وفيه: «المستسلم للدنيا».
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١٦/ ٥٣.
(٣) نهج البلاغة، ص ٤١٩، كتاب ٤٥.