البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الذاكر الله

صفحة 125 - الجزء 1

  ومن هذا ما لو ذكرناه لطال الكلام وهو # فكّاك المعضلات، وسيأتي مزيد بيان لهذا في «غامض الأنظار في المشكلات» وما بعده إن شاء الله تعالى.

  وأمّا تدبيره في الأمور الأيالية الدينيّة، فقال ابن أبي الحديد: كان # من أسدّ النّاس رأياً، وأصحّهم تدبيراً، وهو الذي أشار على عمر بن الخطاب لما عزم على أن يتوجه بنفسه لحرب الروم والفرس بما أشار، وهو الذي أشار على عثمان بأمور كان صلاحه فيها لو قبلها.

  وإّنما قال فيه أعداؤه: «لا رأي له»، لأنّه كان مقيداً بالشريعة لا يرى خلافها ولا يعمل بما يقتضي الدين تحريمه.

  وقد قال #: «لولا الدين لكنت من أدهى العرب»⁣(⁣١).

  وغيره من الخلفاء كان يعمل بمقتضى ما يستصلِحُه ويستوفقه؛ سواء أكان مطابقاً للشرع أم لم يكن؛ ولا ريب إنّ من يعمل بما يؤدّي إليه اجتهاده، ولا يقف مع ضوابط وقيود يمتنع لأجلها ممّا يرى الصلاح فيه يكون أحواله الدنيويّة إلى الصلاح والانتظام أقرب، ومن كان بخلاف ذلك يكون أحواله الدنيوية إلى الانتشار أقرب⁣(⁣٢).

  ومن لطيف سياسته ما كان له في حروبه بالجمل وصفّين والنهروان.

  قال ابن أبي الحديد: وفي أقل القليل منها مقنع، فإن كلّ سائس في الدنيا لم يبلغ فتكه وبطشه وانتقامه مبلغ العشر ممّا فعل # في هذه الحروب⁣(⁣٣).

٩٢ - الذاكر الله

  هذا الاسم مشتق له # من أذكاره في ليله ونهاره، فإنّه # كان لا يفتر عن ذكر الله، وهو في ذلك تلميذ رسول الله.

  ومن كلامه # في خطبته لهمام |، حين طلب منه وصف المتّقين، حتّى كأنّه ينظر


(١) نهج البلاغة، ص ٣١٨، قريب منه مع اختلاف.

(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١/ ٢٨.

(٣) نفس المصدر.