المتصدق في صلاته بخاتمه
  قريش، ورجل من خزاعة، ورجل لا أدري ممَّّن هو. فقال لهم: «اصطفّوا»، فقال: هاتوا ما
  سمعتم من رسول الله ÷ قالوا: نشهد أنّا قفلنا مع رسول الله ÷ في حجّة الوداع حتّى إذا
  كنا بغدير خمّ نزل ونزلنا وصلّينا الظهر معه ثمّ قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «أيّها النّاس أتعلمون أنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بكم من أنفسكم؟»، قال ذلك ثلاث مرّات، قالوا: قلنا: نعم، وهو آخذ يدك بيده حتّى عرفناك باسمك وعرفناك بيدك، وهو يقول: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»، وقال ذلك ثلاث مرّات(١).
  وهذا الحديث مذكور في الكتب الكلاميّة، وهو حجّة أصحابنا على إمامة أمير المؤمنين # من السنة(٢) وهو نصٌ خفيٌّ في الإمامة على مذهب العترة النبويّة، ونقتصر من توسعة الروايات في صحّته على هذا القدر فهو كاف.
١٢١ - المتصدّق في صلاته بخاتمه
  الأصل في ذلك ما ورد به القرآن في قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}[المائدة].
  وهذه الآية نزلت في أمير المؤمنين # وهي حجة أصحابنا من الكتاب العزيز على إمامته # وقد ذكرها أئمّتنا وآباءُنا $ في كتبهم وتصانيفهم(٣)، وما لو ذكرناه لا تسع بنا المجال وفاضت من الكثرة السجال.
  وقد أشار الإمام المنصور بالله # إلى ذلك يقوله في قصيدته المعروفة:
  ومن زكى خاتمه راكعاً ... فقال فيه الله هذا ولي(٤)
  قال الفقيه الشهيد | عليه بإسناده عن أئمّة الزيديّة وعلمائهم يرفعه: إنّ رسول الله ÷ خرج إلى المسجد والنّاس بين قائم وراكع، فبصر بالسائل، فقال له النبي ÷: «هل أعطاك أحد شيئاً؟» قال: نعم خاتم من ذهب! فقال له النبي ÷: «من
(١) تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيّين، ص ١٠٦ - ١٠٨.
(٢) نفس المصدر، ص ١٠٩، كتاب الشافي، ١٢١/ ١.
(٣) كتاب الشافي، ١/ ١٢٤.
(٤) محاسن الأزهار، ص ٢٩٩.