الفائق على المهاجرين والأنصار
  وهذا الاسم في معنى الأوّل، إلّا أنّ الأوّل بنصّ نبويّ، وهذا الاسم من جهة فعله # لأنّه فرّق الحقّ والباطل في عهد رسول الله ÷ وبعده.
  فأمّا في عهده ÷: فبقتله صناديد المشركين في كلّ وقعة.
  وأمّا بعد وفاته ÷: فما كان من قتله القاسطين والناكثين والمارقين، وبقتله لهم وقتاله إيّاهم «فرّق بين الحقّ والباطل» فمن هذا سمّيناه بهذا الاسم.
٢١٦ - الفائق على المهاجرين والأنصار
  هذا الاسم مأخوذ له # من ظهوره على المسلمين كافّةً بالمناقب المنيفة، والأعمال الشريفة، والخصائص الزليفة التي فاق بها على المهاجرين والأنصار، وكان بها قرّة العيون والأبصار.
  ونحن نشير هنا إلى جمل ما ذكره يوم الشورى في مناشدته، وقد اجتمع النّاس لبيعة عثمان، فقال #: «بايع النّاس أبا بكر فسمعتُ وأطعتُ، ثمّ بايعوا عمر فسمعتُ وأطعتُ، ثمّ تريدون أن تبايعوا عثمان إذاً أسمعُ وأطيعُ، ولكنّي محتجّ عليكم» وذكر جملاً من فضائله الغرّ، ونكتاً من مناقبه الزهر، نؤمي إليها وننبه عليها:
  احتجّ # بقرابته، وعمّه حمزة، وصنوه جعفر، وزوجته سيّدة النساء، وولديه الحسن والحسين @.
  وبأنّه أوّل من وحّد الله، وبأنّه صلّى إلى القبلتين، دونهم.
  وبأنّ أباه نصر النبي ÷، دون آبائهم.
  وبأنّ الله أذهب عنه الرجس وطهّره تطهيراً، دونهم.
  وبأنّه أقتلهم لمشركي قريش في حرب رسول الله ÷ وأكشفهم للكرب عن وجهه في كلّ شديده، دونهم.
  وبإعطائه الراية يوم خيبر، دونهم.
  وبحديث غدير خمّ وفضيلته به عليهم.
  وبمؤاخاة رسول الله ÷ له وحده، دونهم.