جابر العظم الكسير
  وتكفينا كثرة فضائله # ما رويناه من كتب أئمّتنا عن النبي ÷: «لو أنّ الغياض أوراق والشجر مداد والجنّ حسَاب والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب»(١) ذكره جدي المرتضى في كتاب البيان، وقال بعد تمام هذا الحديث: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧}[ق].
  وقد عُنِيَ بجمع فضائله الجمّ الغفير من فرق الأُمّة: الزيديّة، والمعتزلة، والإماميّة، والشافعيّة، وغيرهم من علماء الحديث وأرباب السير والتواريخ، وكلّ وجد فيها مجالاً فأجاد فيها مقالًا(٢).
٤٥ - جابر العظم الكسير
  هذا الاسم مشتق له # من أفعاله الزكيّة، وأعماله المرضيّة، فإنّه لم يزل مع رسول الله ÷ يجبر ما أوهاه المشركون، ويسدّ سيفه في الإسلام ما ثلمه الكافرون، وذلك لوقعاته المشهورة، وملاحمه المأثورة في بدر وأحد والخندق وخيبر؛ كلّها مواطن مشهودة، ومواقف بين يدي رسول الله محمودة.
  وقد ذكر العلامة ابن أبي الحديد في شرحه حديثا رواه عن رسول الله ÷: في قتل أمير المؤمنين لعمرو بن عبدود يوم الخندق وهو بالمعنى: أنّ أعمال أُمّته ÷ لو وازنت قتل علي # لعمرو بن عبدود لرجحت بها تلك الفضيلة العظيمة والمنقبة الجسيمة وهي قتله # لعمرو(٣).
  وقد أشار إلى هذا في كتاب البيان جدي المرتضي |، قال ما لفظه: وذكر الحاكم في تنبيه الغافلين: أنّه يروى عن النبي ÷ قال: «لقتال علي مع عمرو بن عبدود أفضل من أعمال أُمّتي إلى يوم القيامة»(٤)، وهو في شرح ابن أبي الحديد أبسط من هذا(٥).
(١) محاسن الأزهار، ص ٦٤٩.
(٢) وقد كتبوا مؤلّفاتهم بجميع اللغات، وجمع ما كتب منها باللغة العربيّة - فقط - المرحوم العلّامة المحقّق السّيد عبدالعزيز الطباطبائي (ت ١٤١٦ هـ) في كتابه القيّم: «أهل البيت $ في المكتبة العربيّة» فبلغ بها (٨٥٦) عنواناً، وما يستدرك عليه كثير.
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١٣/ ٢٨٤.
(٤) تنبيه الغافلين، ص ٩٠.
(٥) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١٣/ ٢٨٥.