جم الفضائل
  ومنسوخه، ورخصه وعزائمه ومجمله ومبينه، وقصصه وأخباره ومواعظه. وسيأتي لهذا مزيد بيان في تفسير «مفسّر القرآن»(١) إن شاء الله تعالى.
  وروى في الكفاية عن زرّ بن حبيش قال: قرأت القرآن من أوّله إلى آخره في المسجد الجامع بالكوفة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فلمّا بلغت الحواميم، قال أمير المؤمنين: «قد بلغت عرائس القرآن».
  فلمّا بلغت من سورة حم عسق: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ٢٢}[الشورى] بكي، حتّي ارتفع نحيبه، ثم قال: «يا زرّ أَمِنْ على دعائي». ثم قال: «اللّهم إنّي أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص الموقنين، ومرافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان، والغنيمة من كلّ برّ، والسَّلامة من كلّ إثم، ووجوب رحمتك، وعزائم مغفرتك، والفوز بالجنّة، والنجاة من النار».
  «يا زرّ، إذا ختمت فادع بهذا الدعاء، فإن حبيبي رسول الله ÷ أمرني أن أدعو بهنّ عند ختم القرآن»(٢).
  فخذ من هذا ما شئت من جمعه للقرآن، وعلمه بأحكامه، وتعليمه لأدابه، وأسمائه ودعائه، فهو # اُستاد علومه، ومفسّر أحكامه، ورموزه، وأكبر معادنه وكنوزه.
٤٤ - جمُّ الفضائل
  هذا الاسم ينبغي أن يكون لأمير المؤمنين؛ كالعلم؛ لأنّه لم يتفق لأحدٍ من الصحابة، ما اتفق له من الفضائل.
  وقد عُنِيَ بجمعها من الأوائل والأواخر من لا يأتي عليه العدّ، ويحضرني في حال جمعي لشرح هذه الأسماء عدّة من الكتب المؤلّفة في جمع فضائله ومناقبه، ما لو أخذت من كلّ كتاب منها عشر ما فيه؛ لفرغ هذا الكتاب عن عدّة مجلدات، والقصد الإشارة إلى بيان هذه الأسماء بأقلّ المختصرات.
(١) لم يرد مثل هذا العنوان في الكتاب.
(٢) كفاية الطالب، ص ٣٣٣.