البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

خدين النبوة

صفحة 106 - الجزء 1

  وكان عمر بن الخطاب يرجع إليه في كثير من المسائل التي لا يعرف لها وجهاً إلّا بعلمه #، وقد قال غير مرّة: «لولا علي لهلك عمر»، وقال: «لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن»، وقال: «لا يفتينَ أحد في المسجد وعلي حاضر»⁣(⁣١).

  وفي الاستيعاب عن عبدالله بن عبّاس قال: والله لقد أعطي علىّ تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر⁣(⁣٢).

  وفي الاستيعاب عن أبي الطفيل قال: شهدت عليّاً يخطب وهو يقول: «سلوني فوالله لا تسألوني عن شي إلّا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلّا وأنا أعلم أبليل نزلت، أم بنهار، أم في سهل، أم في جبل»⁣(⁣٣).

  وقال عمر بن الخطاب: على أقضانا وأُبَيُّ أقرانا⁣(⁣٤).

  ومن كلام ابن عبّاس فيه #: كان والله قد ملئ علماً وحلماً، وكانت المعضلات إذ ارتعبت عمر بن الخطاب فقام لها وقعد، رجع إلى أمير المؤمنين⁣(⁣٥).

  وذكر ذلك كلّه يخرجنا إلى الإسهاب فصح أنّه #: «خازن علم الله»، وإنّ هذا الاسم لا يصلح إلّا له.

٦٩ - خدين النبوّة

  الخدين الصاحب، قال في الصحاح: يقال: خدن وخدين وهو الصديق، تقول: فيه: خادنت الرجل، ومنه: خدن الجارية⁣(⁣٦)، قال الله تعالى: {وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}⁣[النساء: ٢٥].

  القصد بهذا الاسم ما وصفه أمير المؤمنين # من ملازمته للنبي ÷ من صغره إلى كبره وأنّه ربّاه في حجره وأمسّه جلده، وأشمّه عرقه، ولم يزل معه ÷ إلى أن بعثه الله نبيّاً


(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١٨/ ١.

(٢) الاستيعاب، ١١٠٤/ ٣.

(٣) نفس المصدر، ١١٠٧/ ٣.

(٤) كفاية الطالب. ص ٢٥٩: كنز العمّال، ١/ ٤٤ و ٤٧: المناقب للخوارزمي، ص ٤٧.

(٥) المراتب، ص ٤١.

(٦) الصحاح للجوهري، ٥/ ٢١٠٧.