خدين النبوة
  وكان عمر بن الخطاب يرجع إليه في كثير من المسائل التي لا يعرف لها وجهاً إلّا بعلمه #، وقد قال غير مرّة: «لولا علي لهلك عمر»، وقال: «لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن»، وقال: «لا يفتينَ أحد في المسجد وعلي حاضر»(١).
  وفي الاستيعاب عن عبدالله بن عبّاس قال: والله لقد أعطي علىّ تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر(٢).
  وفي الاستيعاب عن أبي الطفيل قال: شهدت عليّاً يخطب وهو يقول: «سلوني فوالله لا تسألوني عن شي إلّا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلّا وأنا أعلم أبليل نزلت، أم بنهار، أم في سهل، أم في جبل»(٣).
  وقال عمر بن الخطاب: على أقضانا وأُبَيُّ أقرانا(٤).
  ومن كلام ابن عبّاس فيه #: كان والله قد ملئ علماً وحلماً، وكانت المعضلات إذ ارتعبت عمر بن الخطاب فقام لها وقعد، رجع إلى أمير المؤمنين(٥).
  وذكر ذلك كلّه يخرجنا إلى الإسهاب فصح أنّه #: «خازن علم الله»، وإنّ هذا الاسم لا يصلح إلّا له.
٦٩ - خدين النبوّة
  الخدين الصاحب، قال في الصحاح: يقال: خدن وخدين وهو الصديق، تقول: فيه: خادنت الرجل، ومنه: خدن الجارية(٦)، قال الله تعالى: {وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}[النساء: ٢٥].
  القصد بهذا الاسم ما وصفه أمير المؤمنين # من ملازمته للنبي ÷ من صغره إلى كبره وأنّه ربّاه في حجره وأمسّه جلده، وأشمّه عرقه، ولم يزل معه ÷ إلى أن بعثه الله نبيّاً
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١٨/ ١.
(٢) الاستيعاب، ١١٠٤/ ٣.
(٣) نفس المصدر، ١١٠٧/ ٣.
(٤) كفاية الطالب. ص ٢٥٩: كنز العمّال، ١/ ٤٤ و ٤٧: المناقب للخوارزمي، ص ٤٧.
(٥) المراتب، ص ٤١.
(٦) الصحاح للجوهري، ٥/ ٢١٠٧.