كامل الأوصاف
  لأنّ الوحي محفوظ من جهة الله تعالى. قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ٩}[الحجر] فالله تعالى حافظ للقرآن على عهد رسول الله ÷ من التحويل والزيغ والتبديل، بخلاف الأحكام، فقد خرجت عن هذا الحدّ إلى حدّ التكليف بها والأمانة عليها.
١٠٠ - كامل الأوصاف
  هذا الاسم لا يستحقّه أحدٌ بعد رسول الله ÷ إلّا أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين كرّم الله وجهه لما له من الفضائل الدثرة، والمناقب الموصوفة بالكثرة، وقد ذكرنا منها ما نسبته إلى فضائله نسبة القطرة من المطر إلى البحر المحيط، وما هو بمنزلة قلامة الظفر إلى الجسم البسيط. وقد ذكر ابن أبي الحديد في هذا المعنى ما هذا لفظه: اعلم أنّ أمير المؤمنين لو فخر بنفسه وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي أتاه الله إيّاها واختصّه بها، وساعده على ذلك فصحاء العرب كافة، لم يبلغوا إلى معشار مانطق به الرسول الصادق ÷ في أمره. قال: ولست أعني بذلك الأخبار العامّة الشائعة التي يحتجّ بها الإماميّة على إمامته، كخبر الغدير، والمنزلة، وقصة براءة، وخبر المناجاة، وقصة خيبر، وخبر الدار بمكة في ابتداء الدعوة، ونحو ذلك، بل الأخبار الخاصّة التي رواها فيه أئمّة الحديث التي لم يحصل أقلّ القليل منها لغيره، وأنا أذكر من ذلك شيئاً يسيراً ممّا رواه علماء الحديث الذين لا يتّهمون فيه، وكلّهم قائلون بتفضيل غيره عليه، وروايتهم فضائله يوجب من سكون النفس ما لا يوجبه رواية غيرهم(١).
  ثمّ ذكر الأحاديث، وبيّن مواضعها وهي ممّا يطول به الكلام.
  وقد أودعت منها شيئاً في كتاب «التفصيل في التفضيل»، وإنّما أردت فيه الإشارة إلى أنّ أمير المؤمنين # أحقّ النّاس بهذا الاسم.
١٠١ - كريم الشمائل
  الشمائل الخلق، ومثله الشمال، وأنشد في الصحاح:
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ٩/ ١٦٦.