العروة الوثقى لمن تمسك بها
  العلماء ألّا يقاروا على كظّة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيتُ حيلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفيتم دنيا كم هذه أزهد عندي من عفطة عنز»(١).
  وكيف يشتاق إلى الدنيا من قال لأصحابه؟: «ولتكن الدنيا أصغر في أعينكم من حالة القرظ، وقراطة الجلم»(٢).
  وكيف يتناول من أموال الله؟ من كتب إلى ابن عبّاس حين أخذ حرام المال يسيراً، بتأويل أنّه يستحقّ من بيت المال أكثر منه، فوبّخه ذلك التوبيخ، وأهانه لأجل ما فعل تلك الإهانة، حتّى قال له: «فإنّك إن لم تفعل ثمّ أمكنني الله منك لأعذرنّ إلى الله فيك، ولأضربنّك بسيفي الذي ما ضربت به أحداً إلّا دخل النار، والله لو أن الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت ما كانت لهما عندي هوادة، ولا ظفرا منّي بإرادة، حتّى آخذ الحقّ منهما، وأُزيح الباطل عن مظلمتهما»(٣).
  وكيف ترى هذا الكلام؟ وهل يكون مَن قاله لله مطيعاً، وعن أمواله عفيفاً؟
  هذا هو «العفيف» حقّ عفيف.
١٧٤ - العروة الوثقى لمن تمسّك بها
  الأصل في ذلك ما روي عن النبي ÷ عن عمّار بن ياسر قال: قال رسول الله ÷: «أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب # من تولّاه فقد تولّاني ومن تولّاني فقد تولّى الله ø»(٤).
  ذكره في الكفاية قال الحافظ: حديث حسن عالٍ مشهور عند أهل النقل.
  وبإسناده عن عبدالله قال: قال لي رسول الله ÷: «يا عبدالله أتاني ملك فقال: يا محمّد فأسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قال فقلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب»(٥).
(١) نهج البلاغة، ص ٥٠، الخطبة ٣، وهي المعروفة بد الشقشقية ..
(٢) نفس المصدر، ص ٧٦، الخطبة ٣٢.
(٣) نفس المصدر، ص ٤١٣ و ٤١٤، الكتاب ٤١.
(٤) كفاية الطالب، ص ٧٤.
(٥) نفس المصدر، ص ٧٥: المناقب للخوارزمي، ص ٢٢١ وفيه: «سل من أرسلنا».