جامع القرآن
حرف الجيم
٤٣ - جامع القرآن
  الأصل في ذلك ما رواه ابن أبي الحديد |، قال: وأمّا قراءة القرآن والاشتغال به، فهو المنظور إليه في هذا الباب، قال: اتفق الكلّ على أنّه كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله ÷ ولم يكن غيره يحفظ، ثمّ هو أوّل من جمعه.
  فقالوا كلّهم: إنّه تأخّر عن بيعة أبي بكر، فأهل الحديث لا يقولون ما تقوله الشيعة: من أنّه تأخّر مخالفةً للبيعة، بل يقولون: تشاغل بجمع القرآن: فهذا يدلّ على أنّه أوّل من جمع القرآن، لأنّه لو كان مجموعاً في حياة رسول الله ÷ لما احتاج إلى أن يتشاغل بجمعه بعد وفاته(١).
  قلت: واختصاصه بجمع القرآن أمر مشهور.
  هل مثل جمعك للقرآن تعرفه لفظاً ومعنىً وتأويلاً و [تفسيراً](٢)
  وقد ذكر ابن أبي الحديد في غير هذا الموضع رسالة أمير المؤمنين # إلى أبي بكر فيما رواه أبو حيان التوحيدي في أخرها: «وقد عكفتُ على عهد رسول الله ÷ وهو القرآن أنظر فيه. وأجمع ما تفرق منه»(٣).
  وقد قدّمنا أنّ أمير المؤمنين أكثر الصحابة علماً؛ وهذا دليل على جمعه للقرآن كان يجمعه في صدره، ويعلم أحكامه، ومحكمه ومتشابهه، وأوامره ونواهيه، وناسخه
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد. ٢٧/ ١
(٢) ما بين المعقوفين اقتضاء الوزن، وموضع في الأصل بياض.
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١٠/ ٢٨٢.