جادع أنف الضلالة
  فقال لهما: ما تدريان من هذا؟ قالا: لا، قال: هذا علي بن أبي طالب، أشهد على رسول الله ÷ لسمعته وهو يقول: «إنّ السَّماوات السبع والأرضين السبع لو وضعا في كفّةٍ، ثمّ وضع إيمان علي في كفّة ميزان، لرجح إيمان علي بن أبي طالب»(١).
  إلى ما لا يحصى كثرة من فضائله ومناقبه ومفاخره.
٤٩ - جادع أنف الضلالة
  هذا الاسم مشتق له من أفعاله الحميدة، وأعماله الصالحة، ومن نظر إلى ما أختص به # من الجهاد في زمن رسول الله ÷ وبعد وفاته في جهاده، لأهل الأهواء الخارجين عن المحجة البيضاء، عرف صحة ما ذكرناه؛ ويكفيك من ذلك قوله #: «ألا وقد أمرني الله بقتال أهل البغي والنكث والفساد في الأرض، فأمّا الناكثون فقد قاتلت، وأمّا القاسطون فقد جاهدت، وأمّا المارقون فقد دوّخت، وأما شيطان الردهة(٢) فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجية قلبه ورجّة صدره، وبقي بقيّة من أهل البغي، ولئن أذن الله في الكرة عليهم لأديلنّ منهم إلّا ما يتشذّر في أطراف الأرض تشذراً»(٣).
  ومن كلامه # في معنى ما ذكرناه، وبه سميناه: «ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمّدٍ ÷ لم أَرُدَّ على الله ولا على رسوله ساعة قطّ، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي ينكص فيها الأبطال ويتأخّر الأقدام، نجدةً أكرمني الله ø بها»(٤).
  إلى غير ذلك من كلامه # في هذا المعنى نحو قوله #: «أنا وضعت بكلا كل العرب، وكسرت قرن ربيعة ومضر»(٥).
٥٠ - الجواد بالنفس والمال
  هذا الاسم مأخوذ من فعله #، وجمعه بين السماحة بنفسه والسماحة بماله، قال ابن أبي الحديد: ولم يسمع بشجاع جواد.
(١) كفاية الطالب، ص ٢٥٨ وفيه: «فقال لهما عمر».
(٢) (ذكر في النهاية إنّ شيطان الردهة بسكون الدال معاوية بن أبي سفيان، والردهة هي النقرة في الجبل). النهاية لابن الأثير، ٢/ ٢١٦.
(٣) نهج البلاغة، الخطبة ١٩٢، ص ٢٩٩ و ٤٠٠.
(٤) نفس المصدر الخطبة ١٩٧، ص ٣١١.
(٥) نفس المصدر، الخطبة ١٩٢، ص ٣٠٠.