البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

جادع أنف الضلالة

صفحة 85 - الجزء 1

  فقال لهما: ما تدريان من هذا؟ قالا: لا، قال: هذا علي بن أبي طالب، أشهد على رسول الله ÷ لسمعته وهو يقول: «إنّ السَّماوات السبع والأرضين السبع لو وضعا في كفّةٍ، ثمّ وضع إيمان علي في كفّة ميزان، لرجح إيمان علي بن أبي طالب»⁣(⁣١).

  إلى ما لا يحصى كثرة من فضائله ومناقبه ومفاخره.

٤٩ - جادع أنف الضلالة

  هذا الاسم مشتق له من أفعاله الحميدة، وأعماله الصالحة، ومن نظر إلى ما أختص به # من الجهاد في زمن رسول الله ÷ وبعد وفاته في جهاده، لأهل الأهواء الخارجين عن المحجة البيضاء، عرف صحة ما ذكرناه؛ ويكفيك من ذلك قوله #: «ألا وقد أمرني الله بقتال أهل البغي والنكث والفساد في الأرض، فأمّا الناكثون فقد قاتلت، وأمّا القاسطون فقد جاهدت، وأمّا المارقون فقد دوّخت، وأما شيطان الردهة⁣(⁣٢) فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجية قلبه ورجّة صدره، وبقي بقيّة من أهل البغي، ولئن أذن الله في الكرة عليهم لأديلنّ منهم إلّا ما يتشذّر في أطراف الأرض تشذراً»⁣(⁣٣).

  ومن كلامه # في معنى ما ذكرناه، وبه سميناه: «ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمّدٍ ÷ لم أَرُدَّ على الله ولا على رسوله ساعة قطّ، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي ينكص فيها الأبطال ويتأخّر الأقدام، نجدةً أكرمني الله ø بها»⁣(⁣٤).

  إلى غير ذلك من كلامه # في هذا المعنى نحو قوله #: «أنا وضعت بكلا كل العرب، وكسرت قرن ربيعة ومضر»⁣(⁣٥).

٥٠ - الجواد بالنفس والمال

  هذا الاسم مأخوذ من فعله #، وجمعه بين السماحة بنفسه والسماحة بماله، قال ابن أبي الحديد: ولم يسمع بشجاع جواد.


(١) كفاية الطالب، ص ٢٥٨ وفيه: «فقال لهما عمر».

(٢) (ذكر في النهاية إنّ شيطان الردهة بسكون الدال معاوية بن أبي سفيان، والردهة هي النقرة في الجبل). النهاية لابن الأثير، ٢/ ٢١٦.

(٣) نهج البلاغة، الخطبة ١٩٢، ص ٢٩٩ و ٤٠٠.

(٤) نفس المصدر الخطبة ١٩٧، ص ٣١١.

(٥) نفس المصدر، الخطبة ١٩٢، ص ٣٠٠.