لواء الخلفاء الخافق
١١٠ - لواء الخلفاء الخافق
  هذا الاسم مأخوذ من فضله على من تقدّمه من الخلفاء فهو بمنزلة اللواء في عظمته وشهرته.
  والأصل في اتخاذ اللواء في الحروب ليكون علامة لأهله ليرجعوا إليه وليحفّوا به وعليه.
  وأردنا هاهنا هذا المعنى إنّه في الخلفاء وهم أفضل الصحابة بهذه المنزلة العظيمة، والمرتبة الرفيعة، وكان الأمر منهم بخلافه، لأنّهم تركوا ما أمروا بحفظه ولزومه، وإن كانوا في العلم والرأي يرجعون إلى رأيه وعلمه، فهو في الحقيقة لواؤهم الخافق وبدرهم الشارق، وبمناره يقتدون، وبنوره يهتدون.
١١١ - لفاف الكتائب
  هذا الاسم مأخوذ من تجنيده الجنود في طاعة الملك المعبود، وذلك بعد وفاة رسول الله ÷ وأيّام خلافته # لأنّه كرّم الله وجهه أغمد ذا الفقار بعد وفاة رسول الله ÷ خمساً وعشرين سنة، وهي مدّة خلافة الخلفاء الثلاثة، ثمّ قام بالأمر بعد ذلك، وقال في ذلك: «فقمت بالأمر حين فشلوا وتطلعت حين تقنّعوا ومضيت بنور الله حين وقفوا وكنت أخفضهم صوتاً وأغلاهم فوتاً، خطرت بعنانها واستبددت برهانها كالجيل لا تحركه القراصف ولا تزيله العواصف لم يكن لأحد فيَّ مغمز ولا لأحدٍ فيَّ مهمز ...»(١) إلى آخر كلامه #.
  وأمّا لفّه # للكتائب في قتال البغاة والخوارج والقاسطين نهو معروف في كتب التواريخ وقد قال في بعض شعره #:
  لأصبحن العاص وابن العاصي ... سبعين ألفا عاقدي النواصي(٢)
  وهو القائل #: «ألا وإنّي معسكر في يومي هذا فمن أراد الرواح إلى الله فليرح»(٣).
  وعقد للحسن # في عشرة آلاف، وعقد لقيس بن سعد في عشرة آلاف، وعقد لأبي أيّوب الأنصاري في عشرة آلاف، ولغيرهم على أعداد أُخر، وهو يريد الرجعة إلى صفّين
(١) نهج البلاغة، ص ٨٠، الخطبة ٣٧.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ٣/ ١٦٩.
(٣) نهج البلاغة، ص ٢٦٤، خطبة ١٨٢. وفي المصدر: فليخرج.