وقد قدمنا هذا، وذكرنا كلام ابن أبي الحديد في تأويله لهذا الحديث⁣^(⁣١).

  وروى الفقيه الإمام حُميد المحلي في تفسيره لهذا الحديث حين شرحه من قصيدة الإمام المنصور # وقد قال:

  ومَن قسيم النار بيّن لنا ... هذا إلى هاذي وهذا لذي

  و روي الفقيه الشهيد | بإسناده، الحديث المذكور عن أحمد بن حنبل وقال: قد فسّر أحمد بن حنبل الحديث بأنّ عليّاً قسيم الجنّة والنار، وفي ذلك يقول الصاحب الكافي إسماعيل بن عباد |:

  علىٌّ حبُّه جُنّه ... قسيمُ النار والجَنّه

  وصيُّ المصطفى حقَّاً ... وخيرُ الإنس والجِنّه⁣^(⁣٢)

٢٣٢ - قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين

  الأصل في هذا ما رواه المؤالف والمخالف، وأصفقت عليه الطوائف.

  قال صاحب الكفاية بإسناده عن ابن عباس قال قال رسول الله ÷ لأمّ سلمة: «هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، يا أمّ سلمة هذا علي أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، ووعاء علمي ووصيي، وبابي الذي اؤتى منه، أخي في الدنيا والآخرة، ومعي في المقام الأعلى، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين»⁣^(⁣٣).

  قال صاحب الكفاية: وفي هذا الخبر دلالة على أنّ النبي ÷ وعد لنا عليّاً # بقتل هؤلاء الطوائف الثلاثة. وقول الرسول حقّ، ووعده صدق، وقد أمر ÷ عليّاً بقتالهم⁣^(⁣٤).

  روى ذلك أبو أيّوب عنه، وأخبر أنّه قاتل المشركين والنا كنين والقاسطين، وأنّه سيقاتل المارقين.

(١) تقدّم في «العالم».

(٢) محاسن الأزهار، ص ٢٦٣.

(٣) كفاية الطالب، ص ١٦٨: وانظر فرائد السمطين، ١٥٠/ ١.

(٤) كفاية الطالب، ص ١٦٨.