غامض الأنظار في المشكلات
  ومن أغرب ما رواه في الكفاية عن أنس بن مالك قال: بعثني النبي ÷ إلى أبي برزه الأسلمي فقال له وأنا أسمع: «يا أبا برزة إنّ ربّ العالمين عهد إلَيَّ عهداً في علي بن أبي طالب فقال: إنّه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، وأميني على مفاتيح خزائن رحمة ربّي ø»(١).
  ونحو قوله ÷ وهو آخذ بضبع علي #: «هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»(٢).
  وقوله ÷ لأنس: «أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، وخاتم الوصيّين»(٣).
  وقوله ÷ للأنصار: «يا معشر الأنصار على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعده، قالوا: بلي يا رسول الله، قال: هذا عليٌّ فأحبوه لحبّي، وأكرموه لكرامتي فإنّ جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن الله تبارك وتعالى»(٤).
  ومن ذلك قال ÷: «لما أسري بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ فأوحى إلَيَّ في «عليٍّ» بثلاث خصال بأنّه سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين»(٥).
  ومن هذا ما لو ذكرناه مبسوطاً وافياً؛ لكان تأليفاً شافياً، وكتاباً كافياً، وإنّما نذكر ما هو كالشرح للأسماء، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
١٨٧ - غامض الأنظار في المشكلات
  هذا الاسم مأخوذ له # من حسن نظره، ولطيف فكره في استنباط الدقائق، وإبراز خفيات الحقائق.
(١) كفاية الطالب، ص ٢١٥.
(٢) نفس المصدر، ص ٢٢١.
(٣) نفس المصدر، ص ٢١٢.
(٤) نفس المصدر، ص ٢١٠، وفي المصدر: «ألا أدلّكم على ...».
(٥) نفس المصدر، ص ١٩٠.