ورع
١٣٨ - وَرِعٌ
  الورع من شروط الإمام وفي الحديث: «ملاك الدين الورع»(١).
  وفيه الحديث المشهور: «لو صلّيتم حتّى تكونوا كالحنايا، وصمتم حتّى تكونوا كالأوتار، ولو قمتم بين الركن والمقام؛ ما نفعكم ذلك إلّا بالورع»(٢).
  والورع في الأصل: الكف عن المحارم والتحرّج منها.
  يقال: وَرعَ الرجل بالكسر يرع ورعاً فهو وَرعٌ، وتورّع من كذا، ثم استعير للكفّ عن المباح الحلال وهو المراد هاهنا، وتفسيره بالزهد في الدنيا وزهرتها والترك لشهوتها وزينتها.
  وأمير المؤمنين سيّد أهل الورع والزهادة، وهو الذي طلّق الدنيا ثلاثاً، ولم يتخذ منها رياشاً ولا أثاثاً.
١٣٩ - واقي رسول الله بنفسه
  الأصل في ذلك ما رواه أهل السير كافة: من نوم أمير المؤمنين # على فراش رسول الله ÷، ليلة خروجه من مكّة إلى الغار، يريد بذلك وقايته من قريش حين اتفقوا في دار الندوة على قتله ÷ وفي ذلك نزل قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}[البقرة: ٢٠٧].
  قال في الكفاية: لأنّ النبي ÷ لمّا أراد الهجرة إلى المدينة خلّف عليّاً # بمكّة لقضاء ديونه، وأداء ودائع كانت عنده، وأمره أن ينام على فراشه والمشركون محيطون بالدار. وقال له: «اتّشح ببردي الحضرمي الأخضر، ونم على فراشي، فإنّه لا يصل إليك مكروه إن شاء الله تعالي»، ففعل ذلك عليٌّ.
  فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل: «أنّي آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة»، فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله إليهما: أفلا كنتما مثل
(١) مكارم الأخلاق، ص ٤٦٧، الفصل الخامس في وصيّة رسول الله ÷.
(٢) نفس المصدر، ص ٤٦٨.