حليف القرآن
  وبإسناده عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله ÷: «أمرني الله تعالى بحبّ أربعة، وأخبرني إنّه يحبّهم»، قال: قلنا يا رسول الله مَن هم؟ فكلّنا يحبّ أن يكون منهم، قال: «إنّك يا علي منهم، إنّك يا علي منهم، إنّك يا علي منهم»، فقال علي: من الثلاثة الباقون؟ قال: «هم الحسن والحسين وفاطمة»(١).
  ويدلّ على أنّ أمير المؤمنين أحبّ النّاس إلى رسول الله ÷ حديث الطير، فإنّ النبي ÷ لم يكن ليحبّ أحداً أكثر ممَّن يحبّه الله تعالى، وقد قال ÷: «اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك»(٢) فعلي أحبّ الخلق إلى الله وأحبّهم إلى رسول الله ÷.
٥٥ - حليف القرآن
  هذا الاسم مأخوذ من ملازمته للقرآن قولاً وفعلاً، ومحالفته له سرّاً وجهراً، والتزامه برخصه وعزائمه، ووقوفه على حدوده ومعالمه، وتعظيمه لعظائمه، وتحريمه لمحارمه، وأُنسه بتلاوته، وتهجّده بآيات وعده ووعيده، وتخوّفه من زواجره وتهديده، فهو في الحقيقة حليف القرآن، وأليف الإيمان.
  وممّا يؤيّد ما قلناه ما رواه الإمام الحافظ في الكفاية عن النبي ÷ بإسناده إلى أبي ذر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «علي بن أبي طالب مع القرآن والقرآن مع علي»(٣).
٥٦ - حتف الأقران
  هذا الاسم مأخوذ من شدّة تنكيله بأعداء الله، وتقتيله لهم في مواطنه المشهورة، ومواقفه المأثورة على عهد رسول الله ÷ وبعده، وقد أشرنا إلى ذلك فيما تقدم، وسيأتي له مزيد بيان له إن شاء الله تعالى في بقية شرح الأسماء.
(١) كفاية الطالب. ص ٩٥.
(٢) الخصائص للنسائي، ص ٣٢، ح ١٠؛ المراتب، ص ١٢٧؛ سنن الترمذي. ٥/ ٦٣٦. ح ٣٧٢١؛ تاريخ الإسلام للذهبي. ٣/ ٦٣٣.
(٣) كفاية الطالب، ص ٣٩٩ وانظر مقدّمة تفسير الحِبَري.