البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الضابط لما انتشر من دين الله

صفحة 195 - الجزء 1

  وهو الذي قال: «والله لو تكافأت العرب على قتالي ما وليت هارباً»⁣(⁣١).

  وسيأتي لهذا مزيد بيان فيمانعرض من تفسير الأسماء الباقية إن شاء الله تعالى.

١٦٣ - الضامر البطن عن مال الله

  هذا الاسم في حقّه # صحيح، ووصفه به وصف صريح، لأنّه كان خميص البطن عن مال الله، وصادق الزهد عن الدنيا في جنب الله، وهذا الاسم مأخوذ من كلامه في وصف رسول الله ÷: «أهضم أهل الدنيا كشحاً وأخمصهم منها بطناً»⁣(⁣٢).

  وقد ذكرنا طرفاً من زهده وورعه، وسنذكر في شرح «الزاهد» ما بقي من الكلام في هذا المعنى إن شاء الله تعالى.

  وقد قال #: «ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه ألا وإنَّكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورعٍ واجتهاد، فوالله ما كنزت من دنياكم وفراً، ولا أعددت لبالي ثوبي طمراً، ولا ادّخرت من غنائمها وقراً»⁣(⁣٣).

  إلى كلام سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.

١٦٤ - الضابط لما انتشر من دين الله

  هذا الاسم من أفضل أسمائه # لأنّه الذي ضبط أمور الإسلام عند انتشارها، وقرّر قواعده وقد اضطريت بهم الفتنة من أقطارها.

  وقال في وصف نفسه عند تراكم الفتن واستحفازها: «فقمت بالأمر حين فشلوا وتطلّعت حين تقنّعوا، ومضيت بنور الله حين وقفوا، وكنت أخفضهم صوتاً، وأعلاهم فوتاً، فطرت بعنانها واستبددت برهانها، كالجبل لا تحركه القواصف ولا تزيله العواصف»⁣(⁣٤).

  ومن كلامه #: «ما لي ولقريش، والله لقد قاتلتهم كافرين، ولأقاتلنّهم مفتونين، وإنّي لصاحبهم بالأمس، كما أنا صاحبهم اليوم»⁣(⁣٥).


(١) نهج البلاغة، ص ٤١٨، الكتاب ٤٥.

(٢) نفس المصدر، ص ٢٢٨، الخطبة ١٦٠.

(٣) نفس المصدر، ص ٤١٧، الكتاب ٤٥ قريب منه.

(٤) نفس المصدر، ص ٨٠، الخطبة ٣٧.

(٥) نفس المصدر، ص ٧٧، الخطبة ٣٣.