البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

أبو تراب

صفحة 40 - الجزء 1

  وأخرج الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن الإمام الباقر عن آبائه عن النبي ÷: «خذوا بعجزة هذا الأنزع يعني عليّاً، فإنّه الصدّيق الأكبر والهادي لمن اتبعه، ومن اعتصم به أخذ بحبل الله، ومن تركه مرق من دين الله ومن تخلّف عنه محقه الله، ومن ترك ولايته أضلّه الله، ومن أخذ ولايته هداه الله».

  وقال: والأنزع: الأصلع⁣(⁣١) .]⁣(⁣٢)

  وفي البلاغة فقال: حفظ كلام الأصلع، يعني عليّاً #.]⁣(⁣٣)

٤ - أبو تراب

  هذه الكنية الشريفة كنّاه بها رسول الله ÷، وكانت أحبّ الكنى إليه.

  والأصل في ذلك أنّ رسول الله ÷ طلب عليّاً #، فوجده نائما في تراب قد سقط عنه رداؤه، وأصاب التراب جسده، فجاء حتّى جلس عند رأسه وأيقظه، وجعل يمسح التراب عن ظهره، ويقول: «قم أبا تراب»⁣(⁣٤)، وفي رواية: «اجلس إنّما أنت أبو تراب»⁣(⁣٥).

  قال ابن أبي الحديد: فكانت من أحبّ كناه ~ وكان يفرح إذا دعي بها، وأمر بنو أميّة خطباءهم أن يسمّوه بها على المنابر، وجعلوه نقيصةً له، فكأنّما كسوه بها الحليّ والحلل؛ كما قال الحسن البصري⁣(⁣٦):

  وقال شعراً:

  أنا وجميع من فوق التراب ... فداء تراب نعل أبي تراب

  هو البكّاء في المحراب ليلاً ... هو الضحّاك في يوم الضراب⁣(⁣٧)


(١) تنبيه الغافلين، ص ١٤٧.

(٢) أقول: ما بين المعقوفين من عندنا، لأنّ عنوان الأنزع من الشرك لم يوجد في نسختنا، ولكن المؤلّف ذكره وما فيه في الثابت على الحقّ والبطين فراجع.

(٣) ما بين القوسين وجد هكذا وكأنّه بقية كلام سقط مرتبط بالأنزع من الشرك.

(٤) صحيح البخاري ٤٠/ ١٠٠ «كتاب الصّلاة»؛ تنبيه الغافلين، ص ١٩١.

(٥) صحيح البخاري ١٤٠/ ٢٤٣ «كتاب بدء الخلق باب مناقب علي بن أبي طالب».

(٦) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٠/ ١١ - ١٢

(٧) ديوان الصاحب بن عباد ١٨٥٠/ ٩: تنبيه الغافلين، ص ١٩١ والشعر ينسب إلى الصاحب بن عباد كما ذكره في تنبيه النافلين.