دعوة رسول الله
حرف الدال
٧٦ - الدّاعي إلى الله
  ذكر أبو الخطاب من جملة أسماء رسول الله ÷ «داعي الله» وفسره بقرآن وحديث، وقال: فيه نزلت: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا}[فصلت: ٣٣] وفي حديث الملائكة: مثله كمثل رجل بنى داراً وجعل فيها مأدبة وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي، لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة.
  فهذا في حقّ رسول الله ÷ ومن قام في مقامه، ودعا النّاس إلى ما كان يدعوهم إليه من عبادة الله تعالى وتوحيده وصدق وعده ووعيده، وجهاد أعدائه وإحياء دينه والذبّ من وراء حوزته، فهو يسمى الداعي إلى الله، وداعي الله.
  ومن ذلك تسمية أئمّة الحقّ دعاة، وجرت عادتهم إذا قام أحدهم بالإمامة أن يكتب في دعوته: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٣١ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٣٢}[الأحقاف].
  فهذا الاسم صحيح في حقّ أمير المؤمنين # لأنّه أفضل من دعا إلى الله بعد رسول الله ÷ فهو «الداعي إلى الله» و «داعي الله».
٧٧ - دعوة رسول الله
  قد ذكرنا تفسيره في تفسير «خاصف النعل»، حيث قال رسول الله ÷: لوفد قريش يوم الحديبيّة: «يا معشر قريش لتنتهنّ أو ليبعث عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين»(١) فكان ذلك عليّاً #.
(١) تقدّم تخريجه في حرف الخاء برقم (٦٣) «خاصف النمل».