البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

المختار على الصحابة والقرابات

صفحة 165 - الجزء 1

  أبي بكر، وسمع أبو بكر الرغاء، فلمّا سمعه وقف وقال: هذا رغاء ناقة رسول الله ÷ فلمّا لحقه، قال: أمير أو مأمور؟، قال: مأمور⁣(⁣١).

  و روى أنّ أبا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبرئيل # علي رسول الله ÷ فقال: «يا محمّد لا يبلغنّ رسالتك إلّا رجل منك»، فأرسل عليّاً فرجع أبو بكر إلى رسول الله، فقال: يا رسول الله أشيء نزل من السماء؟. قال: «نعم»، فسر وأنت على الموسم وعلي ينادي بالآي، فلمّا كان قبل التروية خطب أبو بكر وحدّثهم عن مناسكهم، وقام علي # يوم النحر عند جمرة العقبة فقال:

  «يا أيّها النّاس إنّي رسولُ رسولِ الله إِليكم»، فقالوا: بماذا؟ فقرأ عليهم ثلاثين أو أربعين آية، ثمّ قال: «أمرت بأربع: ألّا يقرب البيت بعد العام مشركٌ، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنّة إلّا كلّ نفس مؤمنة، وأن يتمّ إلى كلّ ذي عهد عهده»، فقالوا عند ذلك: يا علي أبلغ ابن عمّك أنا قد نبذنا العهد وراء ظهورنا، وإنّه ليس بينا وبينه عهد إلّا طعن بالرماح وضرب بالسيوف⁣(⁣٢).

  قال الزمخشري: وقيل إنّما أمر ألّا يبلغ عنه إلّا رجل منه لأنّ العرب عادتها في نقض عهودها أن يتولّى ذلك عن القبيلة رجل منها، فلو تولّاه أبو بكر لجاز أن يقولوا: هذا خلاف ما يعرف فينا في نقض العهود، فازيحت علتهم بتولية ذلك عليّاً⁣(⁣٣).

  وأقول: هذا التأويل الذي ذكره الزمخشري لا معنى له، بل هي من جملة كراماته # وما كان جبرئيل # لينزل من السماء بوحي من الله تعالى إلى رسول الله ÷ في عادة من عادات العرب، وإنّما نزل في إظهار كرامة من الله لوليّه ووصيّ نبيّه، منظومة إلى أمثالها من فضائله الجليلة ومناقبه العظيمة.

١٢٩ - المختار على الصحابة والقرابات

  الأصل في ذلك ما رواه ابن أبي الحديد، وقد قدّمناه في الحديث الثالث والعشرين⁣(⁣٤) ويزيده


(١) المناقب للخوارزمي، ص ١٠٠ - ١٠١: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، ١/ ٢٣٢ - ٢٤٣.

(٢) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، ١/ ٢٣٨ - ٢٤٣: المناقب للخوارزمي، ص ١٠٠ - ١٠١.

(٣) الكشاف، ٢/ ٢٤٤.

(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ٩/ ١٧٤، أُنظر «المخصوص بالكرامات» رقم ١٢٧ في ما ذكرناه.