البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

البطين من العلم

صفحة 47 - الجزء 1

حرف الباء

١٣ - البطين من العلم

  قد قدّمنا أنّ من جملة أسمائه # الأنزع البطين وفسرنا «الأنزع» بما قدمناه.

  وأمّا تفسير «البطين» فليس إلّا بما ذكرناه: أنّه # بطين من العلم.

  والبطين في اللغة: العظيم البطن⁣(⁣١).

  والمراد هنا سعة العلم وكثرته وروى في كفاية الطالب: بإسناده إلى علي # كان يقول: «هل تدرون ما هذا»، قال فيقولون: والله ما ندري إلّا ان يكون بطنك.

  قال فيقول: «إنّه العلم كلّه» ويشير إلى بطنه⁣(⁣٢).

  قال الفقيه الحافظ: كان # كبير البطن، وكان يسمى الأنزع البطين، وهو الأنزع من الشرك لأنّه لم يشرك بالله طرفة عين، وهو البطين في العلم لغزارة علومه وفطنته وحدّة فهمه، وكان # أكثر الصحابة علماً⁣(⁣٣).

  ومن كتاب البيان لجدّي المرتضي ¥ قال: وروّينا عن زاذان، عن علي # أنّه قال: «لو ثنّي لي الوسادة - ويروى لو كسرت لي الوسادة - ثمّ جلست عليها، لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والله ما من آية نزلت في برٍ أو بحرٍ ولا سماء ولا أرضٍ. ولا سهل، ولا جبل ولا ليل ولا نهار، إلّا وأنا أعلم فيمن نزلت وفي أيّ وقت نزلت، وما رجل من قريش جرت عليه المواسي إلّا وأنا أعلم أيّة آية نزلت فيه تسوقه إلى جنّة أو إلى نار»⁣(⁣٤).


(١) مختار الصحاح، ص ٥٧.

(٢) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، ص ٢٢٤ - ٢٢٥.

(٣) كفاية الطالب، ص ٢٢٥.

(٤) تنبيه الغافلين، ص ٤٣؛ محاسن الأزهار، ص ٤٦١ «المناقب للخوارزمي» ص ٩١.