الباذل نفسه في الله
  قال ¥: وروّينا عن أبي جعفر محمد بن علي، ومحمّد بن الحنفية، قالا: {مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ [مِنْ] الْكِتَابِ ٤٣}[الرعد] علي بن أبي طالب(١).
  قال |: وروّينا عن أبي الدرداء قال: «العلماء ثلاثة: رجلٌ بالشام يعني نفسه، ورجلٌ بالكوفة يعني عبدالله بن مسعود، ورجل بالمدينة يعني عليّاً # فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة، والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة، والذي بالمدينة لا يسأل أحداً»(٢).
  قال |: وعن عاصم، عن أبي عبد الرحمان السلمي قال: ما رأيت أحداً أقرأ من علي بن أبي طالب للقرآن(٣).
  وروي عن ابن مسعود، قال: لو أعلم أن أحداً أعلم بكتاب الله منّي لأتيته، فقيل: يا أبا عبد الرحمان؛ فعلي؟، فقال: أولم أته(٤).
  وروي عن ابن عبّاس قال: العلم ستة أسداس ولعلي خمسة أسداس خاصة، وشاركنا في السادس حتّى زاد علينا.
  ولمّا توفّي على # قال ابن عبّاس: مات ربّاني هذه الأمّة(٥).
  وسيأتي مزيد بيان لهذا المعنى حيث نعرض من أسمائه # ما يقتضيه إن شاء الله تعالى.
١٤ - الباذل نفسه في الله
  هذا الاسم الشريف تقتضيه مقاماته المشهودة، ومواطنه المحمودة، علي عهد رسول الله ÷ وبعده، فإنّه بذل نفسه في الله، وعرضها للقتل في سبيل الله.
  وقال # في بعض كتبه إلى معاوية: «وكان رسول الله ÷: إذا احمرَّ الباسُ وأحجم النّاسُ قَدَّمَ أهل بيته فوقي بهم أصحابه حرّ السيوف والأسنّة، فقتل عبيدة ابن الحارث يوم بدر وقتل حمزة
(١) «تنبيه الغافلين» عن «فضائل الطالبيين» ص ١٤٩.
(٢) «محاسن الأزهار» ص ٤٥٧ «المناقب للخوارزمي» ص ١٠٢ «تنبيه الغافلين» ص ٤٣ و ١٤٩.
(٣) «تنبيه الغافلين» ص ١٤٩ «الاستيعاب» ٢١٠/ ٣: ١٨٧٥.
(٤) «تنبيه الغافلين» ص ١٥٠.
(٥) «محاسن الأزهار» ص ٤٦٢ «المناقب للخوارزمي» ص ٤٨ «فرائد السمطين» ١/ ٣٦٩.