البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الباذل نفسه في الله

صفحة 48 - الجزء 1

  قال ¥: وروّينا عن أبي جعفر محمد بن علي، ومحمّد بن الحنفية، قالا: {مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ [مِنْ] الْكِتَابِ ٤٣}⁣[الرعد] علي بن أبي طالب⁣(⁣١).

  قال |: وروّينا عن أبي الدرداء قال: «العلماء ثلاثة: رجلٌ بالشام يعني نفسه، ورجلٌ بالكوفة يعني عبدالله بن مسعود، ورجل بالمدينة يعني عليّاً # فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة، والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة، والذي بالمدينة لا يسأل أحداً»⁣(⁣٢).

  قال |: وعن عاصم، عن أبي عبد الرحمان السلمي قال: ما رأيت أحداً أقرأ من علي بن أبي طالب للقرآن⁣(⁣٣).

  وروي عن ابن مسعود، قال: لو أعلم أن أحداً أعلم بكتاب الله منّي لأتيته، فقيل: يا أبا عبد الرحمان؛ فعلي؟، فقال: أولم أته⁣(⁣٤).

  وروي عن ابن عبّاس قال: العلم ستة أسداس ولعلي خمسة أسداس خاصة، وشاركنا في السادس حتّى زاد علينا.

  ولمّا توفّي على # قال ابن عبّاس: مات ربّاني هذه الأمّة⁣(⁣٥).

  وسيأتي مزيد بيان لهذا المعنى حيث نعرض من أسمائه # ما يقتضيه إن شاء الله تعالى.

١٤ - الباذل نفسه في الله

  هذا الاسم الشريف تقتضيه مقاماته المشهودة، ومواطنه المحمودة، علي عهد رسول الله ÷ وبعده، فإنّه بذل نفسه في الله، وعرضها للقتل في سبيل الله.

  وقال # في بعض كتبه إلى معاوية: «وكان رسول الله ÷: إذا احمرَّ الباسُ وأحجم النّاسُ قَدَّمَ أهل بيته فوقي بهم أصحابه حرّ السيوف والأسنّة، فقتل عبيدة ابن الحارث يوم بدر وقتل حمزة


(١) «تنبيه الغافلين» عن «فضائل الطالبيين» ص ١٤٩.

(٢) «محاسن الأزهار» ص ٤٥٧ «المناقب للخوارزمي» ص ١٠٢ «تنبيه الغافلين» ص ٤٣ و ١٤٩.

(٣) «تنبيه الغافلين» ص ١٤٩ «الاستيعاب» ٢١٠/ ٣: ١٨٧٥.

(٤) «تنبيه الغافلين» ص ١٥٠.

(٥) «محاسن الأزهار» ص ٤٦٢ «المناقب للخوارزمي» ص ٤٨ «فرائد السمطين» ١/ ٣٦٩.