الضارب بسيفين
  وما زال أهل الأدب يصفون الكريم بالتبسم في وجوه الوافدين، ويعدّون ذلك من الخصال المحمودة في أهل الفضل والشرف، وأنشدوا في ذلك:
  وإذا تبسّم في النديِّ لسائل ... غلقت لضحكته رقاب المال
١٦١ - الضارب بسيفين
  هذا الاسم مأخوذ من فعله في بعض أيّام صفّين، وقد جاء في وصفه: الضارب بسيفين، والطاعن برمحين، صاحب بدر وحنين.
  ولا أعرف في هذا وقتاً بعينه، ولعلّه كان في بعض أيّام صفّين، والله أعلم.
١٦٢ - الضليع في أمر الله
  الضليع هو القويّ.
  وكانت هذه صفته # في أمر الله تعالى، وتفسير القوي في أمر الله يحتمل أمرين:
  أحدهما: قوته في نفسه، فإنّه أعطي من القوة ما لم يعط أحد من النّاس.
  قال ابن قتيبة في «المعارف»: ما صارع أحداً إلّا صرعه(١).
  وهو الذي قلع باب خيبر واجتمع عليه أربعون ليقلوه فما أقلّوه.
  وهو الذي اقتلع الصنم المشهور بهبل، وكان على الكعبة موتّداً بأوتاد إلى الأرض، وكان عظيماً جداً، قد ذكرنا ذلك فيما سلف.
  وهو الذي اقتلع الصخرة العظيمة في أيّام خلافته بيده بعد أن عجز عنها الجيش كلّه، فنبع الماء من تحتها.
  والأمر الثاني: أن يراد القوي في رأيه ودينه، وصلابة أمره في ذات الله تعالى، وذلك صحيح فإنّه قال #: «القوي عندي ضعيف حتّى أخذ الحقّ منه، والضعيف عندي قوي حتّى أخذ الحقّ له»(٢).
(١) المعارف، ص ٢١٠؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١/ ٢١.
(٢) نهج البلاغة، ص ٨١، الخطبة ٣٧.