التواب
  قلت: وتفسير آخر في تسميته # بالتقي: وهو أنّ القرآن مشحون يقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}[آل عمران: ١٠٢].
  و روى الحافظ المذكور بإسناده يرفعه إلى ابن عبّاس قال: قال رسول الله ÷: «ما أنزل الله تعالى من آية فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلا وعلي رأسها وأميرها(١).
  وفي رواية أخرى عن ابن عبّاس: ما نزلت آية فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلّا وعليٌّ رأسها وشريفها وأميرها، ولقد عاتب الله ø أصحاب محمّد ÷ في غير أيٍ من القرآن وما ذكر عليّاً إلّا بخيرٍ(٢).
٢٦ - التواب
  هذا الاسم من جملة الأسماء النبويّة، قد عدّه أبو الخطاب فيها، وفسّره بكثرة استغفاره ÷، فجعلناه من أسماء أمير المؤمنين لما قدّمناه من الملابسة بينه وبين سيّد المرسلين في أحوالٍ قدمنا ذكرها، وبينّا سرها، ولما ذكرناه آنفاً؛ من كون أمير المؤمنين أمير كلّ آية فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}[التحريم: ٨] فهو أمير التوّابين، ورأس الأوّابين.
٢٧ - ترب الهدى
  الأترابُ: اللِداتُ. قال تعالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ٣٣}[النبأ] وهذه ترب هذه أي لِدّتُها هكذا ذكره في الصحّاح الجوهرية(٣)، ومعنى قولنا: ترب الهدى، أنّه في التمثيل والتشبيه، مولود هو والهدى معاً لم يفترقا فهما تربان متفقان في الولادة والنشأة، والقصد بذلك الإشارة إلى أنّه # لم يزل تقياً زكياً هادياً مهدياً.
  كما وصفه أبو الخطاب فأجاد وأحسن حيث قال: وقد ذكر النبي ÷ وذكره كرّم الله
(١) كفاية الطالب. ص ١٣٩.
(٢) كفاية الطالب. ص ١٤٠.
(٣) الصحاح للجوهري. ٩١/ ١.