الثاقب النظر في الدين
٣٧ - الثاقب النظر في الدين
  الأصل في ذلك ما ثبت من الحديث النبويّ حيث قال ÷ لعلي #: «اللّهم ثبت لسانه واهد قلبه»(١)، رواه بشر كثير.
  قال العلّامة عبد الحميد بن أبي الحديد: روت العامّة والخاصّة قوله: «أقضاكم عليّ»(٢)، والقضاء هو الفقه، فهو إذاً أفقههم.
  قال وروى الكلّ أيضاً أنّه ÷ قال له - وقد بعثه إلى اليمن -: «اللّهم اهد قلبه رثبت لسانه»، قال: «فما شككت بعدها في قضاء بين إثنين»(٣).
  وروى في كفاية الطالب بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين # قال: «بعثني النبي ÷ إلى اليمن، فقلت يا رسول الله: تبعثني وأنا غلام حدث السن لا علم لي بالقضاء؟ فوضع يده على صدري وقال: «إنّ الله سيهدي لسانك ويثبت قلبك»، فما شككت في قضيّة بعد»(٤).
  وممّا يؤيّد ذلك ما رواه الحافظ في كتاب الكفاية بإسناده إلى القاسم بن أبي أمامة قال: قال رسول الله ÷: «أعلم أمّتي بالسنة والقضاء بعدي عليّ بن أبي طالب»(٥).
  وهذا كلّه دليل على صحة هذا الاسم لأمير المؤمنين، لأنّ المراد هنا بثقوب النظر ثبوت العلم وحاجتهم إليه، كما قال عمر بن الخطاب: لا أبقاني الله لمعضلة لا أرى فيها علي بن أبي طالب(٦) وله في هذا المعنى قصص كثيرة.
٣٨ - الثاوي في الجنّة مع سيّدالمرسلين
  الأصل في هذا ما رواه جدي المرتضى | في كتاب البيان من تصنيفه، قال: وروينا
(١) المسند للإمام أحمد، ١/ ٢٣٦ ح ٨٨٢؛ فتح الباري، ٨/ ٦٥: كنز العمّال، ١٣/ ١٢٥، ح ٣٦٣٩٨: البداية والنهاية. ٥/ ١٢٤.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١/ ١٨.
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١/ ١٨، والخصائص للنسائي، ص ٦٣.
(٤) كفاية الطالب، ص ١٠٧؛ المناقب للخوارزمي، ص ٤١.
(٥) كفاية الطالب، ص ٣٣٢.
(٦) فضائل الصحابة، ٢/ ٦٤٧، ح ١١٠٠؛ المناقب للخوارزمي، ص ٥١ قريب منه؛ أنساب الأشراف، ٢/ ٣٥١: المناقب لابن شهر آشوب، ٢/ ٣٩.