العالم
  وهذا دليل على أن هذا الاسم لم يكن قد سمي به في العرب قبل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين #(١).
١٧١ - العالم
  هذا الاسم واقع على مسمّى؛ وكاشف من العلم لمعمى، وهو في الحقيقة لأمير المؤمنين حقيقة، ولغيره مجاز في هذه الخليقة.
  اتفق السلف والخلف والمؤالف والمخالف والفرق والطوائف على أن أمير المؤمنين # أعلم الصحابة بعد رسول الله ÷ إلّا من عاند الحقّ وظاهر الجهل وكابر العقل، وجحد الشمس وهو يراها، وأنكر الضياء منها في ضحاها.
  وهبني قلت هذا الصبح ليل ... أيعمى العالمون عن الضياء
  وهذه مقالة مردودة، وفي الترهات معدودة، وقد رددتها على ابن العربي في كتابي الموسوم «بالتفصيل في التفضيل» وذلك حين زعم أن أبا بكر أعلم من علي # وذكرت هنالك ما يشفي الغليل، ويبرئ العليل، والحمد الله ذلك من فضل الله.
  ونذكر هاهنا إشارات، وتقتصر عن الإطالة في العبارات.
  روي صاحب الكفاية بإسناده عن علقمة بن عبدالله عن رسول الله ÷، قال: كنت عند النبي ÷ فقال: «قسّمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي عليٌّ تسعة أجزاء والنّاس جزءاً واحداً»(٢)، وبإسناده عن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن جدّه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين قال: «كنت أدخل على رسول الله ÷ ليلاً ونهاراً، فكنت إذا سألته أجابني، وإذا سكتّ ابتدأني، وما نزلت عليه آية إلّا قرأتها وعلمت تفسيرها وتأويلها، ودعا الله لي ألّا أنسى شيئاً علمني إيّاه، فما نسيته من حرام ولا حلال، وأمرٍ ونهي وطاعة ومحصية، ولقد وضع يده على صدري، وقال: اللهم املأ قلبه علماً وفهماً وحكماً ونوراً، ثمّ قال لي: أخبرني ربّي انّه استجاب لي فيك»(٣).
(١) ذكر المصنّف في المستدرك: وهذا الاسم الذي هو علي سمّاه الله جلّ وعلا أمير المؤمنين # في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ٥٠}[مريم]، وقد تقدّم في حرف اللام في أوّله، فليطالع فهذا كماترى نصّ إلهي بحمد الله ومنّه.
(٢) كفاية الطالب، ص ١٩٧.
(٣) نفس المصدر، ص ١٩٩.