البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

ذوالقرنين

صفحة 120 - الجزء 1

  «اشربوا بسم الله»، فشرب القوم حتّى رووا فقال أبو لهب: هذا ما سحركم به الرجل، فسكت النبي ÷ ثمّ دعاهم من الغد فقال: «يا بني عبد المطّلب أنا النذير لكم من الله، والبشير جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوا تهتدوا، ومن يواخيني ويوازرني، ويكون وليّي ووصيّي بعدي، وخليفتي في أهلي، ويقضي ديني»، فأمسك القوم وأعاده عليهم ثلاثاً: كل ذلك يسكت القوم، ويقول علي: «أنا»، فقال: «أنت».

  فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع إبنك فقد أمّر علينا وعليك⁣(⁣١).

  وقيل لأمير المؤمنين # بم ورثت ابن عمّك دون عمّك؟ قال: «جمع رسول الله ÷ بني عبد المطّلب، فصنع لهم مدأ من الطعام قال: فأكلوا حتّى شبعوا وبقي الطعام، ثمّ دعا بقدح فشربوا حتّى بقي الشراب فقال: يا بني عبد المطّلب إني بعثت إليكم بخاصّة، وإلى النّاس بعامّة، وقد رأيتم من هذا الأمر ما قد رأيتم، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي، فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه وكنت أصغر القوم، فقال: إجلس، ثمّ قال ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه فيقول: إجلس، حتّى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ثمّ قال: «أنت». فبذلك ورثت ابن عمّي دون عمّي»⁣(⁣٢).

  فمن هاهنا يطلق عليه في القرابة «ذو القربي» ويكون أخصّ به من غيره.

٨٧ - ذوالقرنين

  والأصل في ذلك أنّه سأله # ابن الكوّاء: ما ذو القرنين أملك أم نبيّ؟، فقال: «ليس بملك ولا نبيّ، ولكن كان عبداً صالحاً ضُرب على قرنه الأيمن في طاعة الله فمات، ثمّ بعثه الله فضرب على قرنه الأيسر فمات، فبعثه الله فسمي ذا القرنين، وفيكم مثله»⁣(⁣٣) يعني نفسه #، فمن هاهنا ثبت له # هذا الاسم.


(١) كفاية الطالب، ص ٢٠٥.

(٢) نفس المصدر، ص ٢٠٦، الخصائص للنسائي، ص ٩٧، ع ٦٥.

(٣) الكشّاف، ٢/ ٤٩٧؛ بحار الأنوار، ٥٣/ ١٤١.