البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الزاري على الدنيا

صفحة 261 - الجزء 1

  وهذا أعظم دليل على أنّه زكيّ في نفسه وعمله، لأنّه خلق من نور النبي ÷ ومَن خُلِقَ من نور النبي فهو «الزكيّ».

٢٤٥ - الزاري على الدنيا

  هذا الاسم مأخوذ له # من ذمّه للدنيا وازدرائه لها وكثرة تأفّفه منها، وزهده فيها، وتطليقه لها، ومن قصيدة المنصور بالله # يصف نفسه:

  وينظر الدنيا وإن زخرفتْ ... بابن أبيه نظر المزدري⁣(⁣١)

  والمزدري المحتقر للشيء المتهاون به، ولم يحتقر الدنيا أحدٌ من النّاس احتقار أمير المؤمنين # لها، ولا استهان بها أحدٌ استهانته بها، إلّا أن يكون الأنبياء، وهو السالك لمنهاجهم في العبادة، والمقتفي لأدراجهم في الزهادة.

  ومن طالع كلام أمير المؤمنين # في ذمّه للدنيا وهوانه لها، علم صحّة ما قلناه من أنّه: «الزاري على الدنيا» بأقواله وأفعاله.

٢٤٦ - زين الصحابة

  الأصل في هذا ما رواه صاحب الكفاية بإسناده عن النبي ÷ أنّه قال: «من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي ø، فليوال عليّاً من بعدي وليوال وليّه وليقتد بالأئمّة من بعدي، فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهماً وعلماً، ويل للمكذّبين بفضلهم من أُمّتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي»⁣(⁣٢).

  فمن كان هذه صفته وحليته فهو «زين الصحابة» نزيده بياناً: إنّ الزينة ما يتجمّل بها، وكان أمير المؤمنين # للصحابة جمالاً، ولدين الله تعالى كمالاً، لأنّهم كانوا يفزعون إليه في أمور دينهم وآرائهم، وكانت مقاماته فيهم، وإشاراته عليهم تجري مجري الزينة لوجوه أعمالهم وأحوالهم، فهو في الحقيقة زينهم.


(١) محاسن الأزهار، ص ٥٤٨.

(٢) كفاية الطالب، ص ٢١٤.