وأخباره في مثل هذا لا يحيط بها كتاب⁣^(⁣١).

  وبإسناده يرفعه إلى أبي عمرو بن العلا، عن أبيه، عن جدّه قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: «ما أصبت من فيئكم إلّا هذه القارورة أهداها إلَيَّ الدهقان»، ثم نزل إلى بيت المال ففرق جميع ما فيه ثمّ جعل يقول:

  أفلح من كانت له قوصرَه ... يأكل منها كلّ يوم مرّه⁣^(⁣٢)

  وكان لا يدع في بيت المال مالاً يمسي فيه حتّى يقسمه إلّا أن يغلبه شغل فيصبح إليه.

  وكان يقول: «يا دنيا لا تغريني، غرّي غيري».

  وكان يقول:

  هذا جناي وخياره فيه ... إذ كلّ جانٍ يده إلى فيه⁣^(⁣٣)

  وقام على المنبر مرّة فقال: «من يشتري سيفي هذا، فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته»، فقام إليه رجل فقال: أنا أسلفك ثمن إزار⁣^(⁣٤).

  ولو ذكرنا أخباره في زهده، وجوده وفضله لطال الكلام.

  وأمّا جوده بنفسه فذلك في مواطن الجهاد بين يدي رسول الله ÷ وقد أحسن من قال:

  يجود بالنفس إن ضنّ الجبان بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود

٥١ - جوَاب الفيافي في طاعة الله

  هذا الاسم كالجواب على اعتراض ذكره ابن أبي الحديد من كلام معاوية في كتاب كتبه إلى

(١) الاستيعاب، ١١١٣/ ٣.

(٢) نفس المصدر.

(٣) نفس المصدر، ٣/ ١١١٤.

(٤) نفس المصدر.

ذكر المصنّف | في المستدرك من الكتاب في اسم الجواد في حرف الجيم كتاب معاوية إلى الحسن # قال: وإنّ علي بن أبي طالب لكما قال أعشى بني ثعلبة:

فأنت الجواد وأنت الذي ... إذا ما القلوب ملأن الصدورا

جدير بطعنة يوم اللقاء ... تضرب منها النساء النحورا

وما من يذمن خليج البحور ... يعلو الأكام ويعلو الجسورا

بأجود منه بما عنده ... فيعطي الماتين ويعطي البدورا

الحدائق الوردية، ص ٩٨.