يد الله المبسوطة في الأرضين
  والأمر كذلك في أمير المؤمنين ~، يقف على الحوض فلا يسقي إلّا من جاء بطيب محبّته.
٢٨٦ - يد الله المبسوطة في الأرضين
  هذه التسمية مجازية، ويد الله هنا نعمته، قال تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[المائدة: ٦٤] والمعنى أنّ أمير المؤمنين نعمة من الله مبسوطة في أرضه.
  وقد أشار # إلى هذا في كلامه حيث قال: «بنا اهتديتم في الظلماء وتسنّمتم العلياء، وبنا انفجرتم عن السرائر»(١) فأشار إلى أنّه في محل النبي ÷.
  وقد جاء في تفسير قول الله تعالى: {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}[إبراهيم: ٢٨] أنّ المراد بالنعمة النبي ÷، وعدّها أبو الخطاب من جملة أسمائه ÷ وأمير المؤمنين بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعد محمّد ÷.
  وقد شبّهه بهارون في جميع منازله وما استثنى منها إلّا النبوّة، ومعلوم أنّ هارون كان نعمة على بني إسرائيل، كما كان موسى #، فكذلك يجب مثله في أمير المؤمنين # فهو نعمة الله بعد نعمته، كان ÷ النعمة الشاملة وأمير المؤمنين بعده النعمة الكاملة، فهو بهذا المعنى «يد الله في أرضه» أي نعمته وهذا هو المراد والحمد لله.
٢٨٧ - يمين الحقّ المستأصلة لأعاديه في الحروب
  الضمير في أعاديه عائد إلى الحقّ، وهذه استعارة تخيليّة، استعار للحقّ يميناً يقاتل عنه أعدائه ويدافع منه أضداده.
  وتلك اليمين هي أمير المؤمنين، لأنّه # هو الّذي شاد من الحقّ أركانه، وأعلى بسيفه وسنانه مكانه، فكان هو يمين الحقّ التي بها يصول، وبها كان إلى النصر الوصول، فما أعظم نعمة الله على المسلمين بأمير المؤمنين، بما كان له من العناية العظيمة في حماية الدين.
(١) نهج البلاغة، ص ٥١، الخطبة ٤.