الظالف لنفسه عن الشهرات
  المواطن التي ينكص عنها الأبطال، وتتأخّر الأقدام، نجدةً أكرمني الله بها»(١). وقد قدّمنا في هذا المعنى ما فيه كفاية.
  ومعلوم لكلّ منصف أنّ أمير المؤمنين أخو رسول الله ÷ ووزيره، ووصيّه، وظهيره، وناصر دينه ووليّ أوليائه، وقامع الشرك وشياطينه.
  روي الفقيه الشهيد | عن عبدالله بن الحسن # قال: «برز علي # بين يدي رسول الله ÷ اثنتين وسبعين برزة» ذكره في الحدائق(٢).
  ويكفينا في كونه #: ظهير رسول الله ÷ الآية والخبر:
  فأمّا الآية: فما رواه صاحب الكفاية بإسناده عن عبدالله بن مسعود: أنّه كان يقرأ: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ}[الأحزاب: ٢٥] بعليّ(٣).
  وأمّا الخبر: فما رواه أيضاً عن أبي هريرة قال: «مكتوب على العرش لا إله إلّا الله وحدي لا شريك لي، ومحمّد عبدي ورسولي، أيّدته بعلي»، وذلك قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ٦٢}[الأنفال] عليٌّ وحده(٤).
  وهذا أبلغ وصف في أنّه # «ظهير رسول الله ÷».
٢٠٤ - الظالف لنفسه عن الشهرات
  ظلف نفسه عن الشيء يظلفها ظلفاً أي منعها.
  وناهيك به وصفاً لأمير المؤمنين #، لأنّه المانع لنفسه عن الشهوات العاصم لها عن اتّباع اللّذات، وقد مرّ من هذا ما يدلّك على صدق هذا الاسم وصحّته نحو ما رويناه عنه # حيث قال: «ولو شئت لأهتديت الطريق إلى مصفّى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القزّ ولكن هيهات أن يغلمني هواي ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة»(٥).
(١) نهج البلاغة، ص ٣١١، الخطبة ١٩٧.
(٢) الحدائق الوردية، ص ٣٠.
(٣) كفاية الطالب، ص ٢٣٤.
(٤) كفاية الطالب، ص ٢٣٤.
(٥) نهج البلاغة، ص ١١٧ - ٤١٨، الكتاب ٤٥.