البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

وكاف العطايا

صفحة 175 - الجزء 1

  وفي هذا ما قد ذكرناه في حسن خلقه، وما واجه به أعداءه يوم الجمل من العفو العظيم، والخلق الكريم.

  ويكفيك من هذا كلّه قول النبي ÷: «هو منّي وأنا منه»⁣(⁣١) وقد قال الله تعالى في رسوله ÷: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}⁣[القلم].

  ومن كان من رسول الله ÷ بهذه الصفة، وقوله فيه: «لحمه لحمي ودمه دمي وسجيّته سجيّتي»⁣(⁣٢) قد تقدّم بطوله، فجدير به أن يكون واسع الصدر، كريم الأخلاق، سجح الطريقة سهل العريكة.

  وأن يكون من العلم والاحتمال بمنزلة الجبل الأشم، كما وصف به نفسه: «كالجبل لا تحركه القواصف ولا تميل به العواصف»⁣(⁣٣).

  وفي ذلك تشبيه النبي ÷ لأمير المؤمنين # بإبراهيم # في حلمه قال الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ٧٥}⁣[هود] فكان متخلّقاً بأخلاق الأنبياء متّصفاً بصفات الأصفياء، ذكر ذلك في الكفاية⁣(⁣٤).

  وفي حديثه #: أنّه نادى عبداً له فلم يجبه، وكان بالقرب منه، فلمّا رآه قال له #: مالك لم تجبني؟ فقال: وثقت بحلمك، فقال #: «أنت حرّ لوجه الله»⁣(⁣٥).

  ومن هذا ما لو ذكرناه لطال الكلام.

  ونختم تفسير هذا الاسم بقول النبي ÷ لفاطمة &: «زوّجتك أقدمهم سلما وأعظمهم حلماً وأكثرهم علماً»⁣(⁣٦) فنص ÷ بأنّ علياً # أعظم أصحابه حلماً وهذا نصّ نبوي.

١٣٧ - وكاف العطايا

  قد تقدّم شرحه وبيناه بياناً شافياً في مواضع ممّا مضى، فليؤخذ شرحه من هنالك، وإنّما أعدناه في الأسماء على شرطنا في تعدادها واختلاف ألفاظها مع اتفاق معانيها.


(١) كفاية الطالب، ص ٢٧٤: محاسن الأزهار، ص ٥٨.

(٢) تقدّم في «كريم الشمائل» رقم ١٠١.

(٣) نهج البلاغة، ص ٨٠، الخطبة ٣٧.

(٤) كفاية الطالب، ص ١٢٢.

(٥) الفخري، ص ١٥: تاريخ دمشق ترجمة الامام علي #، ص ١٥٤، إحقاق الحقّ، ٣٩/ ١٨.

(٦) تنبيه الغافلين، ١٥٠؛ مسند أحمد، ٢٦/ ٥.