الصفوح
  وبتّ أراعيهم وما بيتونني، وقد وطنت نفسي على القتل والأسرِ(١) فقوله #: وطنت نفسي، أي صيرت للفتك أو الأسر.
  فهذا تصريح بالصبر، وإن شئت قلت في تفسير هذا الاسم: إنّ أمير المؤمنين # إمام كلّ آية فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}[آل عمران: ١٠٢] وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا}[آل عمران: ٢٠٠] فهو # «الصابر» المصابر(٢).
١٥٢ - الصّفوح
  قد تقدّم شرحنا لهذا الاسم في أماكن من هذا الكتاب، فلا فائدة في الإعادة.
  وقد عدّه أبو الخطاب في جملة الأسماء النبويّة، وشرطنا في هذه الأسماء العلوية أن نذكر ما ذكره أبو الخطاب من أسماء رسول الله ÷ المشتقة من أفعاله دون ما خصّ به من الأسماء فلم تتعرض لها.
  وأمّا مثل هذا، فقد ذكره أبو الخطاب وبيّض له الكاغذ، في «المستصفى» وشرحناه، فإنّ هذا الاسم مشتق من قول الله تعالى لرسوله ÷: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ}[المائدة: ١٣] فكان ÷ صفوحاً وأمير المؤمنين # كان يقتدي برسول الله ÷ أفعالاً وأقوالأ وأموراً وأحوالاً، فثبت له هذا الاسم من الوجوه كلّها.
١٥٣ - الصوّام
  هذا الاسم ثبت له من فعله # لأنّه كان كثير الصوم.
  وروينا من كتاب الكفاية بإسناده يرفعه إلى الأسود بن يزيد قال: كان على # يصوم شطر الدهر، وما رأيت أحداً من أصحاب رسول الله ÷ كان أحثّ على صوم عاشوراء من علي بن أبي طالب(٣).
(١) محاسن الأزهار، ص ٢٦١: المناقب للخوارزمي، ص ٧٥.
(٢) شواهد التنزيل، ١/ ١٣٩؛ والمناقب للخوارزمي، ص ١٨٨.
(٣) كفاية الطالب، ص ٣٩٩.